الانا
القاتلة
جراند اوتيل
=======
قوله تعالى : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله
على علم وختم
على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون)
سورة ص ( 23
)
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( أفرأيت من اتخذ إلهه
هواه ) فقال بعضهم : معنى ذلك : أفرأيت من اتخذ دينه بهواه ، فلا يهوى شيئا إلا
ركبه ؛ لأنه لا يؤمن بالله ، ولا يحرم ما حرم ، ولا يحلل ما حلل ، إنما دينه ما
هويته نفسه يعمل به
سبب تلك الافتتاحية ان المؤلف الاصلى
(المسلسل مُقتبس عن مسلسل أسبانى يحمل نفس الإسم)
والرؤية والسيناريو الحوار لتامر حبيب
اكدوا المعانى التى فى الاية دون ان يشعروا كما جاء
بالاية
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ
حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ
عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
سورة فصلت(53)
----------------------------
نقطة تحذيرية هامة
=========
عدم وجود مرجعية دينية للكافة حتى الاخيار منهم وكأن
المرجعية هى فقط العرف والمجتمع وفقط وكأن الدين لا مجال له عند الكل ويتبين ذلك
فى التنازل عن الابناء بسهولة مطلقة لاسباب ملفقة وكأنها طبيعة الاشياء
فالاب الغنى
تنازل عن بنوة ابنه لاسم اخروالاب الحقيقى يرى توزيع ابنائه بين اباء اخرين
دون ان يهتز له جفن
والام الفقيرة تتنازل عن ابنها مقابل حفنة اموال وهى صلب
العلمانية حيث ان العلمانية تفيد ان الجسم البشرى ملك صاحبه وليس مؤتمن عليه كما
فى الدين الاسلامى لذا ارى انها فكرة خبيثة جدا وان كانت تنفع فى اسبانيا ( حيث
بلد المسلسل الاصلى ) ولكن لا تنفع فى مجتمعنا اطلاقا لذا وجب التحذير منها
ايضا من مثالب المسلسل النظرة العنصرية للفقراء حيث انهم
يقوموا بتقديم عرضهم وشرفهم فى سبيل الوصول الى المكانة العليا ( ضحى -ورد ) او
السرقة مثال الهام وعلى
--------
حيث ان الحبكة الدرامية اساسها هنا الصراع على من يفوز
هل اصحاب الانا التى ترى انها يمكن ان تغير اقدار البشر حسب الهوى ام اصحاب النظرة
السوية
ولما كان المسلسل يصنف انه من الدراما المكانية والاحداث
تدور كلها فى مكان واحد فالاحتكاك بين البشر اكثر وتظهر خبايا النفس البشرية من
هنا كان شديد البراعة فى التعبير عن النفوس سواء مريضة او ذات مشاعر مرهفة وكان
مبدع جدا فيها
ونظرا ان المسلسل به جمال حقيقى فى مواطن عدة لذا سنبدا
فى توضيح ما لم يكن موضع جمال
- ان اتهام امين بوضع السم لوجود بصماته على الفنجان غير
منطقى لان امين يرتدى القفاز الابيض طول فترة عمله
- حضور فاطمة صدفة لا يليق
بمؤلف ملئ المسلسل بمفاجاءات مدهشة وبمنطقية والاهم كيف لشخصية لا تعرف حفظ سر
تسكت سنة ونصف وهى التى تحكى كل شئ لاى احد
- قتل وردة وانتهى الامر ونحن
فى زمن الاربعينات والبلد صغيرة ومع ذلك لا جثة ظهرت وهى اهم شاهد فى القضية والشئ
الاخر اين ذهب ابنها
الجمال فى المسلسل
========
نبدا بمايسترو العمل المخرج الرائع محمد شاكر خضير اخراج
هادئ بسيط لانه السهل الممتنع دون تقعر منه وكان موفق جدا فى جعل الفلاش باك ابيض
واسود وجعل الشوطات ذات الشجن طويلة نسبيا لاظهار براعة الممثل فى التعبير
الموسيقى كانت من اروع ما تكون من مؤلف حساس وفناتن مخلص
لفن الموسيقى لانه جعل الموسيقى وكأنها مرئية داخل الكادرات لتعميق الاحداث داخل
وجدان المتلقى وهى للعبقرى الجديد للموسيقى امين ابو حافة
الملابس كانت تحفة ومعبرة عن الفترة الزمنية وخاصة ملابس
اسمت هانم ونازلى بها ذوق حقيقى دون تزايد
التصوير والاضاءة كان ورائها من يعرف قيمة الاظلام عند
التفكير فى الشر لان ظلام الروح يؤثرعلى المكان والاضاءة الساطعة فى التعبير عن
البوح والحب لانهم يشعوا بهجة فى النفس والمكان
ناتى الى اصحاب المواهب الفذة فى التمثيل حيث وجدنا فريق
عمل متفانى متكامل حتى يظهر العمل فى ابهى صورة فوجدنا محمود البزاوى قدم افضل
ادواره باسلوب اقرب الحكيم الذى عركته الحياة ووجدنا حياة الشربينى تقدم دور عمرها
نظرا لمساحة الدور والتباين الشديد داخل الشخصية وكانت على قدر المسئولية
اما محمد ممدوح شابوه اداء اكثر من رائع لانه لم يقع فى
فخ تهطيل المرض بل كان عبقرى فى الحفاظ على ذات الاداء طوال الوقت وهى قدرة فائقة
لا يقدر عليها الا ممثل قدير
اما احمد داود كان من اصعب الادوار لانه موضوع داخل قالب
محدد وهو ابن الذوات الشرير ولا يخرج منه سواء على المستوى الحركى او الصوتى وهنا
صراع البطل يصبح داخله والتعبير فقط عن طريق الوجه والعيون
امينة خليل اراها افضل من فى العمل حيث التلقائية
والعفوية فى الاداء ولم تظهر منها لحظة تمثيل بل شاهدنا نازلى فقط واختفت امينة
خليل داخل معطف الشخصية ولو حافظت على هذا الاسلوب لاصبحت ممثلة عالمية
اما مفاجاءة العمل هى انوشكا لاننا عرفنها مطربة وممثلة
بعض الاحيان ولكن فى هذا العمل اثبتت انها ممثلة من العيار الثقيل وكانت مبدعة جدا
خاصة فى استخدام الصوت الخفيض مع النظرات المحملة بالمعنى
نصل الان الى ذروة الاداء لانه طوال ثلاثون حلقة وجدنا (
على او فؤاد ) ولم نلمح عمرو يوسف وهذا ان دل يدل على قدرة الممثل التعبيرية وضبط
ادواته تماما حتى تخرج اللحن كما ينبغى له ان يكون رائع عمرو يوسف