مسلسل افراح القبة
===========
الكل تساوى فى القبح
هو مسلسل التفاصيل والمنمنمات التى تتداخل حتى ترى الصورة بشكل اوضح
هو مسلسل يعبر عن مصر بعد 1967 وبداية السبيعنات وهى اخطر مرحلة على الاطلاق فى تاريخ مصر كله لانها فترة الانقلاب الحقيقى فى التركيبة النفسية عند الكل وبداية خروج الوحش من كهفه المظلم
هو مسلسل ليس عادى بالمرة ويحتاج للمشاهدة عدة مرات لاقتناص الجواهر المعبرة عن القيوح الرهيبة التى اصبتنا نتيجة رعونة القادة والعهر للنخبة التى اصبحت نخبة بفضل هؤلاء القادة فكان اتفاق الشياطين الغير مكتوب للهيمنة على البشر والحجر عن طريق ترك كل الابواب والنوافذ مفتوحة لدخول الشياطين والابالسة البشرية الى كل الناس حتى يمحو صفة الانسان من داخله حتى يسهل قيادة تلك الرعاع عن طريق
الفقر والجهل والمرض
هو مسلسل تعظيم شان الانسان مهما كان مخطئ ومجرم لان الاجرام ليست صفة اصيلة فيه بل صفة مستحدثة بفعل فاعل
هو مسلسل ترى نفسك فيه بطريقة او اخرى
مسلسل لم يجعل ابطاله ملائكة والمهمشون شياطين بل جعل الكل بانسانية مشوهه
مسلسل البطل فيه انه لا يوجد بطل ما فالكل انصهر ليكون المسلسل كله البطل سواء من امام الكاميرا او خلفها
مسلسل مخرج عاشق للانسانية التى ضاعت فلم يزيف واقع او يخترع حلم يعلم انه لن يتحقق فجعل الامر كما هم كما راه الاستاذ العبقرى نجيب محفوظ
مسلسل عن المصريون الجدد فى البدايات قبل ان يتحولوا الى وحوش ضارية تلتهم الاخضر واليابس من اجل اللذة الحرام
وان كان لابد من الاشادة باحد فلابد نشيد اولا بالمخرج الصبور جدا على التفاصيل الرائعة ومحاولته الرائعة فى التأنى لاستخراج اروع حالة من كافة الممثلين فوجدنا ممثلين كأنهم يمثلوا اول مرة من حالة التوهج الغير العادية مهما كان الدور صغير
فوجدنا سلوى عثمان متالقة جدا ومبدعة فى كل الكادرات وخاصة فى الكادرات التى بها انفعالات داخلية
وجدنا صبرى فواز بطل فى دور يمر بمراحل رهيبة وكان على قدر المسئولية
وجدنا مصطفى حشيش كأنه ولد من جديد وظهر بكل ثقة ليعبر بصدق عن دور من اخطر الادوار
وجدنا سامى مغاورى ينطلق من منطقة ابداع خاصة به مملؤ بالفخر به دون استهانة بقلة عدد المشاهد ولكن احساسه انه البطل الحقيقى للعمل
وجدنا صابرين فى حالة نادرة لم تتواجد فيها قبل ذلك سواء على مستوى الشكل او الاداء النابع من الروح والفهم الرائع لطبيعة الدور وكانت مبدعة جدا الى اقصى درجة
وجدنا سوسن بدر جديدة فى المراءة التى انكسرت داخليا فكسرت كل من حولها ومن يريد الاقتراب منهم حتى لا تموت كمدا وكانت جيدة كالعادة وان كان الدور جديد عليها
وجدنا صبا مبارك تقول دون مواربة انا ممثلة من العيار الثقيل المهم من يرى ذلك
وجدنا الرقيقة كندة علوش طائر الرخ الذى يسيطر على الكادر كله مهما كان معها فيه باداء حقيقى وليس اداء شكلى بل اداء من ممثلة حقيقية
ناتى الى المتعملق اياد نصار المعبر عن صوت المهمشين من النخبة وكان يلقى درر فى دور لن يتكرر له
منى زكى بدون كلمات بها ايحاء للاطناب او الاسهاب فى الكلام عنها ارى انها نسيت منى زكى تماما وكانت تحية سواء على مستوى الشكل او المضمون وتماهت مع الشخصية حتى انها هى شبعت تمثيل ونحن شبعنا ابداع منها فمنى زكى فى المسلسل هذا ليس كمنى زكى فى باقى اعمالها
السيناريست الرائعة للغاية العاشقة للفكرة والنص الادبى الذى لما تحاول خيانته بل كانت شديدة العشق له بدليل نثر جمال الابداع المحفوظى فى كل المسلسل بحرفية تحسد عليها
الموسيقى لهشام نزية اقل ما يقال عنها انها موسيقى عالمية حيث جاءت وكانها عنصر مرئى من عناصر الكادر لتعميق المعنى المراد ارساله وكان الفنان هشام متفوق على نفسه
الاضاءة الاقرب للخفوت المعبرة عن الظلام النفسى للكهف الانسانى الذى سيفتح ابوابه لخروج الوحوش الضارية رائع مهندس الاضاءة
الملابس لمونيا فتح الله
واضح جدا الاجتهاد الرائع لدراسة ملابس تلك الفترة الزمنية على مستوى التفصيل للملابس او الالوان ونوعية الملابس وكانت ممتازة جدا خاصة الملابس النسائية