الكبت
والتدمير الذاتى
===========
الكبت عملية غير شعورية، تستبعد الأنا، بموجبها، الحفزات
الغريزية، والأفكار، والصراعات، والذكريات المؤلمة، والمثيرة للقلق، والرغبات
المستكرهة، من مستوى الوعي، إلى مستوى اللا وعي. لأن هذه الأشياء، إذا بقيت في
شعور الفرد، مثلت له تهديداً لذاته، وأشعرته بالذنب، والألم، والتوتر؛ لأنها غير
مقبولة اجتماعياً. ولهذا تقوم الأنا بنقلها، من الشعور، إلى غير الشعور، وتمنعها
من التعبير عن نفسها، بشكل مباشر وصريح، وذلك حماية للنفس مما يؤلمها ويحقرها،
وخفضاً للتوتر والقلق، الذي تعانيه.
يختلف الكبت عن القمع (بالإنجليزية: Suppression)،
فالكبت عملية غير شعورية غير إرادية، بينما القمع عملية واعية إرادية، من خلالها
يضبط الفرد نفسه، وينهاها عن الهوى، أو يمنع بعض مشاعره وانفعالاته غير المقبولة.
كما يختلف الكبت عن النسيان (بالإنجليزية: Forgetting)،
فالمادة، التي ينساها الفرد، من خلال الكبت، ينكر وجودها أصلاً، ولهذا تندثر، ولا
يمكنه استحضارها واستعادتها
خصائص السلوك الصادر عن الكبت
الطابع الرمزي
يؤدي كبت الدافع إلى منعه من التعبير عن نفسه، تعبيراً
سوياً صريحاً بالفعل أو القول، ولهذا يلجأ إلى التعبير عن نفسه ـ في كثير من
الأحيان ـ بصورة رمزية، في زلات القلم، وفلتات اللسان، والأحلام، وأحلام اليقظة،
أو في أعراض الأمراض النفسية، كالمشي أثناء النوم، والإسراف في غسل اليدين، أو
المخاوف الشاذة، أو التبول غير الإرادي عند الأطفال.
أضرار الكبت
خداع النفس
إن إنكار الدافع يثني الفرد عن مواجهته، وتناوله بحكمة،
والتماس النصح والتوجيه لمواجهته. فمن يكبت شعوره بالنقص ـ على سبيل المثال ـ لا
يعترف بنقصه، وبالتالي لا يسعى إلى تقويم هذا النقص وعلاجه.
انشطار الشخصية
قد يشطر الكبت شخصية الفرد إلى شطرين متنازعين: شطر يريد
وشطر لا يريد، شطر يكره وشطر يحب … وهكذا. مما يولد لدى الفرد صراعاً نفسياً بين الشعور وعدم
الشعور، قد يترتب، عليه، توتر نفسي.
العقد النفسية
قد تؤدي الدوافع المكبوتة إلى تكوين ما يعرف بالعقد
النفسية، لدى الفرد. والعقدة النفسية حالة غير شعورية، قد لا يفطن الفرد إلى
وجودها، ولا يعرف منشأها، وإنما يشعر بآثارها، كالقلق والشكوك. كما أنها تضغط على
الفرد، في محاولة للظهور والتعبير عن نفسها. وقد ترغم الفرد على اتباع أساليب شاذة
من السلوك، كعقدة النقص.
عندما تتحول الرغبات المكبوتة الى احلام او الى خيالات
تهيمن على صاحبها هنا يحدث تمزق بين الواقع المعاش والرغبة المكبوتة وتجعل الانسان
يعيش فى قلق رهيب بسبب خوفه من الناس واحترامه الوهمى فى اعينهم
عندما تسقط ما بداخلك من رغبات ما فى عمل ابداعى الذى
يمثلك فى الحقيقة دون ان تدرى هو نوع من الهروب من الواقع الحقيقى للخيال المحال
الرغبات المكبوتة هى الرغبات التى تجتاحك فى لحظة ما
ولكنك تنكرها لاسبابك الخاصة الملفقة تارة باسم الدين وتارة باسم المجتمع وتارة
باسم العيب واخيرا باسم المجتمع الذى لا يراك من اساسه ثم تتغافل عنها لتكون
الخنجر المسموم الذى يطعنك حتى تخرج للعلن بصورة او اخرى ولكن من ينتصر
لن نعلم
جيهان فاضل(مشيرة) فى فيلم سهر الليالى كنت مشكلتها فى
رغبة ما ولكن زوجها خالد أبو النجا (علي) لم يعى تلك الرغبة وهنا انقلبت حياتهم
الى جحيم
اى ان الجحيم ليس فقط الفقر والجهل والمرض بل يمكن ان
يكون رغبة ما وربما اذا تم تحقيق تلك الرغبة مرة او اثنان تذهب الى غير رجعة ولكن
الاخر والمجتمع يكبتها تحت دعاوى شتى اهمها الخوف على نيل الاحترام الوهمى
المجتمع المتخلف دوما يكبت الرغبات بدعاوى العيب
والتقالبد ولكن يقبلها سرا لانه مجتمع منافق لان البوح بالحقيقة مؤلم للكل لان
المجتمع تربى على الخوف من التعبير عن ذاته باى شكل من الاشكال
يمكنك ان تمثل المثالية على بعض الناس وربما كلهم ولكن
الرغبة المكبوتة داخلك ستفضحك فى لحظة ما لانك انسان وليس الة متحركة لان لديك
احاسيس ومشاعر وليس مجرد كائن ياكل ويشرب ويتناسل
انت انسان طبيعى وليس ملاك
عبر عن نفسك ليس تصريحا فجا ولكن بطريقة هادئة حتى
تستعيد ذاتك المعذبة فى جحيم تمثيلك الفاشل لان فى تعبيرك ستستعيد ذاتك الممزقة
بين الرغبة المكبوتة والحياة الحقيقية
صخب الذات القلقة يزلزل كيان صاحبها لان الاتساق مع
الذات من اهم اسس المصالحة الذاتية
المعرفة القاتلة هى المقدرة على قراءة افكار الاخر فماذا
نسمى المعرفة بذاتك الغاربة فى صحراء الرغبات المكبوتة والتى تتشظى بينهم لتكون فى
النهاية مسخ فاقد للانسانية ولا تعرف للحياة الحقيقية طريق
وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ
فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (36)