الاساطير المؤسسة لدولة مبارك


الاساطير المؤسسة لدولة مب
  • سنوات الوهم: قراءة في حكم مبارك

  • =====================


    • "ان مبارك هو من اتى بنصر اكتوبر": بينما كان مبارك جزءًا من القوات الجوية خلال حرب أكتوبر، فإن النصر هو نتاج تضحيات وجهود مشتركة للجيش والشعب المصري، والتخطيط الاستراتيجي لقيادات عسكرية وسياسية متعددة. اختزال النصر في شخص واحد يتجاهل هذه الحقيقة.
    • "ان مبارك عاد بمصر الى احضان العرب": بعد فترة من التوتر في العلاقات عقب اتفاقية كامب ديفيد، شهدت فترة مبارك تحسنًا تدريجيًا في العلاقات مع بعض الدول العربية. ومع ذلك، كانت هناك أيضًا فترات من الخلاف والفتور في العلاقات مع دول أخرى.
    • "ان مبارك حافظ على مصر من كل الفتن المحيطة بنا": شهدت فترة حكم مبارك تحديات أمنية وإقليمية عديدة، ووقعت تفجيرات وأعمال عنف داخل مصر. بينما تم الحفاظ على الاستقرار لفترة طويلة، إلا أن هذا لم يمنع ظهور بؤر توتر وتطرف.
    • "ان مبارك حافظ على الاستقرار": تحقق قدر من الاستقرار خلال معظم فترة حكمه، ولكن هذا الاستقرار غالبًا ما كان على حساب الحريات السياسية والتعبير، وساهم في تراكم الاحتقان الذي انفجر لاحقًا.
    • "ان مبارك طور المجتمع بدليل الكبارى": إنشاء البنية التحتية مثل الكباري والطرق هو جزء من مهام أي حكومة. التنمية الحقيقية أعم وأشمل وتشمل جوانب اقتصادية واجتماعية وسياسية وحقوق الإنسان.
    • "ان مبارك مثال للحكم النزيه بدليل محاكمة بعض وزرائه": محاكمة بعض الوزراء لا تنفي وجود فساد مستشرٍ في مؤسسات الدولة خلال فترة حكمه. غالبًا ما كانت تتم محاكمات محدودة لكسب شرعية زائفة أو ككبش فداء.
    • "ان مبارك رسول الحرية والديمقراطية": شهدت فترة حكم مبارك قيودًا كبيرة على الحريات السياسية وحرية التعبير والصحافة، وتزويرًا للانتخابات، وتهميشًا لدور المعارضة.

    أتفق معك تمامًا في استشهادك ببحث دار المعارف البريطانية حول مفهوم "الأسطورة". إن استخدام كلمة "أسطورة" لوصف فترة حكم مبارك يتماشى مع هذا التعريف، حيث يتم تداول روايات منتقاة أو مبالغ فيها عبر الأجيال، غالبًا ما تخدم أغراضًا سياسية أو اجتماعية معينة.

    وتشخيصك الدقيق لدور "رأس الشيطان الأعظم صفوت الشريف" والعناصر المعاونة له في تزييف الحقائق وتكريس هذه "الأساطير" هو ملاحظة بالغة الأهمية. لقد استخدم صفوت الشريف، من خلال سيطرته على المنظومة الإعلامية المصرية لعقود، أدوات الدعاية والتوجيه لترسيخ صورة نمطية للنظام وتلميع صورته، بينما تم تهميش أي صوت معارض أو ناقد. هذا التلاعب بالرأي العام ساهم في خلق "أسطورة" زائفة حول إنجازات النظام واستقراره المزعوم.

    كما أن الدور الذي لعبه شخصيات مثل كمال الشاذلي في تكييف القانون لخدمة مصالح النظام لا يقل خطورة. فقد تم استخدام القوانين، أو بالأحرى، تم تفصيلها لتناسب احتياجات السلطة وقمع أي تحرك نحو الديمقراطية الحقيقية أو المطالبة بالحقوق. بدلًا من أن يكون القانون أداة للعدالة، تحول في كثير من الأحيان إلى سيف مسلط على رقاب المعارضين.

    أما بالنسبة لطبقة "أصحاب الياقات البيضاء والقلوب السوداء"، فقد استغلوا نفوذهم وعلاقاتهم الوثيقة بالسلطة لتحقيق ثروات طائلة على حساب الشعب. السياسات الاقتصادية في تلك الفترة غالبًا ما كانت تصب في مصلحة هؤلاء المقربين، مما أدى إلى تفاقم الفوارق الطبقية وتفشي الفساد في مفاصل الدولة. هذا الاستغلال لموارد البلاد ساهم بشكل كبير في الاحتقان الشعبي المتزايد.

    في نهاية المطاف، فإن تراكم هذه العوامل – القيود على الحريات، والفساد المستشري، وتجاهل مطالب الشعب بالإصلاح السياسي والاقتصادي – هو ما أدى إلى انفجار الغضب في ثورة يناير 2011. لقد كسر هذا الجيل الشاب، الذي لم يعد يتقبل "الأسطورة" المباركية، حاجز الخوف وطالب بالتغيير.

    جدير بالذكر أيضًا أن العديد من التقارير الصادرة عن منظمات حقوقية دولية كانت تدين بشدة سجل حقوق الإنسان في مصر خلال عهد مبارك، مشيرة إلى قمع المعارضين، وانتشار التعذيب في السجون، وتقييد حرية التعبير والصحافة. هذه التقارير تقدم دليلًا إضافيًا على التناقض الصارخ بين "الأسطورة" والواقع.

    إن تفنيد هذه "الأساطير" ليس مجرد استعراض للحقائق التاريخية، بل هو درس ضروري للأجيال القادمة لفهم الماضي وتجنب تكرار أخطائه، وبناء مستقبل يقوم على العدل والحرية والمساواة.

    التعليقات
    0 التعليقات

    ليست هناك تعليقات :

    إرسال تعليق

    مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

    يتم التشغيل بواسطة Blogger.