كلمات عشق مولانا نبض الروح المتوحد


كلمات عشق مولانا
 نبض الروح المتوحد
---------------

يغمرني شعور بالوجل المقدس كلما هممت بأن أبوح لها بكلمة "أحبك"، لأن ما يكتنف جوانحي من فيض المشاعر يتجاوز حدود هذا التعبير اللغوي الضيق.

وعندما ينهكني سعي الحياة وتثقل كاهلي الهموم، يصبح اسمها العذب آخر ما يرتسم على شفتي، كأنشودة سماوية تداوي جراح الروح وتمنح القلب سكونًا وراحة.


إن الكلمات التي تنطلق من صميم الروح، تلك التي تحمل عبق الإحساس الصادق، تختلف في مذاقها ونفاذ تأثيرها اختلافًا جذريًا عن تلك التي تتشكل على سطح اللسان دون عمق أو حرارة.

إنها أشهى من قطرات الندى المتلألئة التي تداعب بتلات الزهور عند الفجر، وأكثر عذوبة من الشهد المصفى الذي يذيب القلب شوقًا وحنينًا.


عندما يغلبني الشوق وأبوح بـ "وحشتيني"، ترد بابتسامة رقيقة تملأ الأرجاء نورًا: "كيف يشتاق المرء إلى ذاته التي تسكن بين جنبيه؟ إنني أحيا في نبضات قلبك، وأتنفس عبير روحك في كل لحظة من لحظات وجودك، في الماضي والحاضر والمستقبل."


وحتى تلك اللحظات العابرة التي يغيم فيها صفو العلاقة ببعض العتاب الرقيق، ما هي إلا دليل آخر على قوة هذا الرباط المتين.

إنها ليست خصامًا بقدر ما هي نوع من الدلال المتبادل، خشية أن يبهت وهج هذا الحب الذي يزداد تألقًا مع مرور الأيام.


أتصل بها، باحثًا عن الطمأنينة في نبرة صوتها الحنون، لأكون لها سندًا وعونًا في مواجهة تحديات الحياة، لكنني سرعان ما أجد صوتها الرقيق يلفني بدفء حضن أم رؤوم، يغمرني بالسكينة والأمان الذي طالما بحثت عنه.

فأسألها بصدق الدهشة: "لماذا يمنحني صوتك هذا الشعور العميق بالراحة والسلام؟"

فتجيبني بحنان يلامس شغاف القلب: "لأن كل حرف يتسرب من بين شفتيك هو بمثابة شعلة حياة جديدة تتقد في داخلي، تمنحني قوة الإقبال على الغد وأملًا لا ينضب."


أرغب بشدة في الاستماع إلى همسات صوتها العذب، في تتبع إيقاع كلماتها الهادئة، لكنني غالبًا ما أجدها تصغي إلى صمتي العميق بانتباه وتركيز، وكأنها تقرأ ما تخفيه أعماق روحي دون أن أنطق بحرف واحد.

ثم تهمس قائلة بصدق الوحدة: "لأن إحساسك ليس غريبًا عن إحساسي، وروحك ليست بعيدة عن روحي. بل أنت أنا في مرآة أخرى، نشترك في نفس النبض ونحمل نفس الأحلام."


وحين يغلبني القلق وأتصل بها باحثًا عن بر الأمان في كلماتها، أجدها هي السباقة إلى تهدئة روعي واحتواء خوفي، وكأنها تحمل عني عبء العالم بأكمله.

فأسألها بلهفة: "لماذا تحتملين همومي وأحزاني وكأنها جزء منك؟"

فتجيبني ببساطة آسرة: "لأنك لست مجرد جزء مني، بل أنت كلي، وفرحك هو فرحي، وحزنك هو حزني."


هناك حرفان في لغتنا العربية الفصيحة يحملان في طياتهما سحرًا خاصًا وجمالًا فريدًا، ربما هما الحرفان اللذان يستهلان اسمينا، أو ربما كلمة رمزية نتداولها بيننا وتحمل أعمق معاني الحب والاتحاد الروحي.

لكن سحرهما الأسمى يتجلى تحديدًا عندما ينطقان بصوتها العذب، في الرنين الذي يخترق أذني ويستقر في أعماق قلبي، ليصبحا لحنًا أبديًا لا يمكن لأي صوت آخر في هذا الوجود أن يضاهي تأثيره وجماله.




التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.