سينما الافكار
=========
الفكرة وهى تتلخص ان النخبة او قادة المجتمع او الحكام يريدوا مواطنون عبارة عن الات منتجة ومستهلكة فقط دون تفكير او تطلع او حتى مشاعر مجرد انماط تتحرك على الارض
شاهدت فيلم المانح
(the giver)
وهو فيلم ربما يصنف خيال علمى ولكن هو فى الحقيقة يتكلم فى قلب السياسة
بداية الفيلم عن طريق الراوى يفيد انه تم انشاء مجتمع جديد بعد الفناء - مجتمع صحى يتم تعليم فيه لغة متقنة المواطن فى هذا المجتمع لا يكذب
ثم يدلف بنا المخرج الى البطل يعرف نفسه اسمه جوناس فقط ليس لديه اسم اخير - عدم وجود عائلة
المخرج بعبقرية فذة بدا هذا الجزء من الفيلم ابيض واسود لان الكل متساوى من وجهة نظر قادة المجتمع المكون من الرئيسة الدر والحكماء
يتم تعيين جوناس كمستقبل للذاكرة القديمة للمجتمع من المانح وهنا يبدا جوناس التعرف على اشياء جديدة وهى
الاحساس والشعور الانسانى يتم التعرف على الحب واسماء الاشياء وهنا تبرز قيمة المصور ومدير التصوير حيث الصورة مشوشة وتبدا فى التلوين وكأن البطل كان اعمى ثم اصبح بصيرا
الفكرة ربما فكرة قديمة ولكن التناول كان رائع وهادئ جدا وبسلاسة ممتازة البطل هى الفكرة وهى تتلخص ان النخبة او قادة المجتمع او الحكام يريدوا مواطنون عبارة عن الات منتجة ومستهلكة فقط دون تفكير او تطلع او حتى مشاعر مجرد انماط تتحرك على الارض بهدف وجود مجتمع حتى يحكم الاخ الاكبر الذى هو بدوره العليم بمصلحة المواطن القاصر عن التفكير وان فكر يفكر فى اشياء ضارة به وبمجتمعه
مخرج يعرف ماذا تعنى سينما الصورة فكانت الصورة مع الفكرة هم ابطال الفيلم دون تقعر او فلسفة زائدة
فيلم حاول ان يكون بعيدا عن السياسة ليشرح ان الانسان لايكون انسان الا عندما يحس ويشعر ويفكر ويتطلع ولكن فى النهاية وجد نفسه فى قلب السياسة رافضا فكرة الوصايا على البشر من اجلهم
فيلم لولا لغته الانجليزية لكان فيلم مصرى او عن مصر
فيلم يعبر بلغة بسيطة تجعل من الفن الحقيقى خادم للناس والى الناس حيث استخدم المخرج الذكى كافة الفنون لخدمة الفكرة وليس التقعر او لغة سينمائية للخاصة
إخراج فيليب نويس وكتابة مايكل ميتنيك وروبرت ب. وادي، مستوحى عن الرواية التي تحمل نفس الاسم من تأليف لويس لوري
بطولة
جيف بريدجز
ميريل ستريب
كيتي هولمز
تايلور سويفت
تصوير سينمائي روس ايمري
الموسيقى ماركو بلترامي
تحية لكل ابطال العمل وعلى القمة ميريل ستريب التى ظهرت فى دور الدر القائد وكان ظهور له قيمة وليس ظهور والسلام
شكرا