فطرة
سينما الانسان
========
فكان اختيار البطل محور الاحداث عالم انثروبولوجى ( وهو علم الانسان اى الدراسة العلمية للانسان فى الماضى والحاضر الذى يرسم ويبنى على المعرفة من العلوم الاجتماعية وعلوم الحياة والعلوم الانسانية )
حيث سافر العالم الى افريقيا (مسرح الاحداث ) وبعد فترة اكتشف قردة تعيش فى اعالى الغابة وعاش بينهم لمدة سنتان ثم تم القبض عليه لقتله اثنان وجرح ثلاثة واصبح بعدها لا يتكلم ابدا
البطل الاخر هو طبيب نفسانى صغير السن اراد تقييم حالة المجنون القاتل ( من وجهة نظر الاوراق والمجتمع ) حتى ينال الترقى او يكتب كتاب عنه
وتبدا لعبة الافكار حيث يظن الطبيب النفسانى انه المسيطر المالك لادواته من خلال دراسته حتى يدخل فى اعماق المجنون القاتل حنى يرجعه الى ذاته واسرته ورشده
لكن العالم اراد توصيل رسالته من خلال الطبيب لمحيطه الاصغر ثم للمحيط الاكبر ( المجتمع ) والرسالة بسيطة جدا ولكن عميقة للغاية وهى فكرة التحرر من الداخل
الحرية الحقيقية بالعودة الى الانسانية الاولى بعيدة عن السيطرة والسيادة والاخذ والاوهام
ينجح الطبيب فى اخراج العالم عن صمته ليتحدث ويشرح لماذا هو صامت وكانت الاجابة مبهرة قال انه تعلم من الحيوانات السلام والامان والتناغم وهو ما لا يمكن تعلمه فى مدرسة او من كتاب او اغنية او قصيدة شعر
ينجح العالم ( القاتل من وجهة نظر المجتمع ) فى تحرير الطبيب من الاوهام التى يعيش فيها تحت اسم الطموح والحرية المقيدة من قبل المسيطرون والسادة الكبار
الفيلم عبارة عن لوحات تشكيلية بشرية سواء امام الكاميرا او خلف الكاميرا
سيناريو وحوار منتهى العمق اختيار عالم النثروبولوجى كبطل للاحداث والطبيب النفسانى كمعادل له من قبل السيناريست جعل الحبكة فوق الممتازة لان الفيلم عن الانسان من الداخل وهو التحرر الحقيقى والبطلان يمثلان الشريحة الاكثر وعيا بهذا والحوار كان شديد الرقى والوضوح والسلاسة ومنطقى جدا ليس به اقحام لمعلومات او تعسف فى التفسيرات
الاخراج
كان منتهى الجمال حيث اختار عنصران للتعبير عن الفكرة اختيار موفق جدا وكان اخراج الفيلم كان به حميمية للمشاهد حتى يظن انه احد عناصر الكادرات وليس متفرج لان الفيلم له وعليه فكان الاخراج طبيعى ( السهل الممتنع )
الموسيقى
احد العناصر الهامة وبمنتهى الذكاء لاستخدامه الطبول الافريقية والاصوات البشرية لتعميق الفكرة الانسانية التى هو بصددها
التصوير
كان من الافلام الممتعة بصريا حيث جاء تصوير الغابة والحيوانات ليس بعيون السائح او البرامج الوثائقية ولكن جعل التصوير وكأنه لابطال حقيقيون سواء للغابة او الحيوانات او الترميز فى السجن شديد الحراسة دلالة على ان الكل مسجون سواء النزلاء او القائمين على الادارة
الماكيير البارع
الذى اختار رسم الشكل للشخصيات فكان العالم ذو شعر طويل وذقن تعبيرا عن الانسان الاول والطبيب منتهى التأنق الخارجى كتعبير عن المظاهر الفارغة او الاوهام
التمثيل
مبارة حقيقية بين انتونى هوبكنز وكوبا جودنيج سواء فى الالقاء او التعبير عن الداخل من خلال لغة الجسد او العيون او الدموع الحارقة والفائز هنا المشاهد الذى تمتع يهما لانهما كانا منتهى البراعة والتقمص والتركيز والوعى بالفكرة التى يريدا ان تصل الى الناس وكان معهم بدور صغير نسبيا الابنة وهى مورا تيرى وكانت مقنعة فى المشاهد كلها
فيلم الفطرة
كما جاء من اسمه يريد للانسان العودة للحرية الحقيقية والتى ملخصها الحرية الداخلية وهى فى قلبها الحب والسلام لنفسك وللارض ولاخيك الانسان بعيدا عن السيطرة والسيادة والاوهام التى تمارس تحت بند الطموح
فيلم يدعو الى قهر الاضطراب النفسى الناتج عن الصراعات التى لا طائل منها
وهو مايتفق مع الاية (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)
والحديث الشريف ( عن أبي العباس عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:" يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ" رواه الترمذي ، وأحمد ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7957) .)
هكذا السينما فن الصورة الفن السابع لانه تجميع للفنون الاخرى لايصال رسالة او تعميق فكرة فى الوعى الانسانى بهدف التغيير للافضل
فيلم يقول ببساطة عودوا الى الانسانية الاولى تنجو من كل الاضطرابات
عودوا والا .........................................
صناع العمل الرائع
المخرج | جون تورتلتايب |
---|---|
الإنتاج | باربرا بويل - مايكل تايلور |
الكاتب | جيرالد ديبيغو |
البطولة | انتوني هوبكنز, كوبا غودينغ جونيور, دونالد سوثيرلاند, ماورا تيرني, جورج دزونزا |
الموسيقى | داني ايلفمان |
http://ar.wikipedia.org
http://www.saaid.net/Minute/38.htm
http://www.alro7.net/ayaq.
http://fn-mktob.blogspot.com/