فتاة المصنع القهر الذاتى 

فتاة المصنع
القهر الذاتى 
=======

شاهدت فيلم فتاة المصنع وهو عبارة عن سمفونية شعبية لرحلة بنت فى عمر الزهور تعمل فى مصنع ملابس مع مجموعة بنات فى نفس ظروفها وياتى مشرف جديد وتحبه داخل نفسها 
يمرض المشرف اثناء رحلة للمصنع وتقوم البنت بمحاولة التخفيف عنه بكل الطرق سواء فى المستشفى او فى بيته فى وجود امه واخته ولكن الام ترى ان تقديرها ماليا لانها فى نظرهم مجرد خادمة 
ويبدا بنات المصنع التلاسن على البنت فى علاقتها بالمشرف ويظهر شريط اختبار للحمل فى سلة مهملات المصنع وهنا لابد ان يكون للفتاة دون اى تحفظ من اى احد 
وتعرف الام وتقوم بمحاولة معرفة الحقيقة عن طريق ضربها ولم تصدق انها لم تفعل هذا وايضا الجدة ولكن الجدة غليظة القلب تقوم بقص شعرها بشكل فظيع ( كنوع من العقاب للبنت ) من وجهة نظر الجدة ايضا دون التحقق من صحة الحدث
يفوم زوج الام وبمعاونة اخوات زوجته باحضار المشرف عنوة للزواج من ابنتهم ولكن البنت تقع من البلكونة المتهالكة وتدخل المستشفى وهنا يتبين ان البنت سليمة ولم تخطئ وفى النهاية يتزوج المشرف من حبيبته وترقص لهم فتاة المصنع لانه ندر عليها 

تلك هى القماشة التى نسجت عليها الخيوط الذهبية للسيناريو الرائع الامين فى نقل الواقع دون تزييف او تعالى على هذا الواقع 
المخرج الكبير محمد خان حريف السينما المصرية كان اخراجه كالعادة مميز جدا من تصوير للاماكن الشعبية ولكن تحس ان الكاميرا بها حنية وليس تأفف من هذا الواقع خاصة ان مشاهد كثيرة تصوير خارجى ولكن بايحاء ان حتى الاماكن ضاغطة على البشر سواء بضيق الاماكن او الزحام الرهيب 
الفكرة من وجهة نظرى 
============
اننا نقهر بعضنا البعض وليس فقط قهر السلطة 
الام تقهر باسم الخوف على الاولاد 
الجدة تقهر الكل لانها الكبيرة العليمة بكل شئ ( من وجهة نظرها وهى جاهلة غبية ) ولكنها السلطة الابوية 
اصحاب الطبقة الوسطى يقهروا اصحاب الطبقة الدنيا لانهم من وجهة نظرهم مجرد خدم عندهم وليس من حقهم التواجد بينهم كبشر 
الزملاء والجيران يقهروا بعض كنوع من ممارسة سلطة القهر التى تمارس عليهم ليل نهار كنوع من كلنا مقهورون 
قهر العوز والحاجة التى تجعل الانسان يعمل عدة اعمال حتى يستطيع العيش 
لقطة الفيلم التى اراها كل الفيلم فيها 
يطلب المشرف البنت للقاء وتذهب له فى جروبى طلعت حرب بوسط البلد وتذهب وهى فرحة ولكن المشرف يعنفها على سمعته التى اصابها بعض من الكلام عليها ويتكلم معها من منطلق السيد مع العبد ولكن البنت تثور فى وجهه بكل عزة كصاحبة حق فى الحياة ذاتها وكانسانة وفى الخارج كخلفية للمشهد مظاهرات ثورة يناير ( ثورة الكرامة والعيش والحرية من كل قهر ) 
اى ان المخرج اراد ان يقول ان الثورة الحقيقية هى ان نثور على ذاتك المقهورة ولا تقبل القهر من اى احد مهما كان هذا الاحد 
عناصر الاجادة فى الفيلم 
=============
اولى عناصر الاجادة المخرج الكبير محمد خان التى ترى بصمته بكل كادر وليس كل مشهد وكان متميز الى حد كبير وخاصة استخدامه لاغانى سعاد حسنى كرمز للفتاة التى تشع بهجة وحيوية والمنتصرة دوما على المجتمع 
السيناريست كان بارع فى البساطة دون تقعر على المشاهد مع اضافة الاشارات الموحية لمن يريد ان يلتقطها 
ياسمين رئيس برافوا جدا تمثيل هادئ دون افتعال ودون انفعال زائد لانها البطلة دور يحسب لها كممثلة 
باقى عناصر الفيلم جيدين كلا فى دوره الا البطل هانى عادل تمثيل بارد ممل جدا لا يصلح اساسا للتمثيل 
فيلم يفجر بداخلك هل من حق اى احد ان يقهرك وكانت الاجابة من صناع الفيلم لالالالالا 
لذا جاء مشهد الختام على رقصة فتاة المصنع فى فرح المشرف كنوع من الانتصار على هذا القهر المفروض من الكل لتقول للكل انا انسانة وفقط 

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.