ساحة الوعى - الجزء السابع مصر بين التجهيل والتطبيل

ساحة الوعى - الجزء السابع
مصر بين التجهيل والتطبيل
===============

باستعراض تاريخ مصر الحديث من بعد 1952 نجد أن سياسة وزارة التربية والتعليم بعد صيحة عميد الأدب العربي د طه حسين أن التعليم كالماء والهواء اعتمدت على الكم وليس الكيف
فتجد فصول تتعدى الثمانون طالب فى كل مراحل التعليم
فى الجامعة بعض المحاضرات يتعدى الطلاب الألفان
أى تعليم منتج هذا واى دراسة يمكن أن تخرج لنا طلاب ينافسوا فى اى مجال
ماسبق يتم وضعه تحت بند الجهل الممنهج
التجهيل نوع من الجهل ولكن ليس كل الجهل لأن التجهيل هو ترسيخ مفاهيم ومعلومات غلط ولكن بأساليب ملونة شيقة
مثال التجهيل
افلام السينما التى تعتمد على التاريخ مثل الناصر صلاح الدين الأيوبي
كم التزوير البشع فى الفيلم غير عادى وترسيخ معلومات عند الكل وأكبر مثال لتزوير الفيلم عيسى العوام الذى جاء بالفيلم انه نصارى وهو كلام خطأ تماما فهو مسلم 

والقصة الحقيقية لهذا البطل يرويها لنا القاضي بهاء الدين بن شداد في كتابه القيم ( النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية ) أيام محنة عكا

، وأوردها أيضاً صاحب كتاب : تذكير النفس بحديث القدس ( 1/378 – 379 ) فيقول :


ومن نوادر هذه الوقعة ومحاسنها أن عواماً (( مسلماً )) كان يقال له عيسى ، وكان يدخل إلى البلد – يعني عكا أثناء حصار الإفرنج لها – بالكتب والنفقات على وسطه – أي يربطه على وسطه - ليلاً على غرة من العدو ، 
وكان يعوم ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو ، وكان ذات ليلة شد على وسطه ثلاثة أكياس ، فيها ألف دينار وكتب للعسكر ، وعام في البحر فجرى عليه من أهلكه ، وأبطأ خبره عنا ، وكانت عادته أنه إذا دخل البلد طار طير عرّفنا بوصوله ، فأبطأ الطير ، فاستشعر الناس هلاكه ، 
ولما كان بعد أيام بينما الناس على طرف البحر في البلد ، وإذا البحر قد قذف إليهم ميتاً غريقاً ،
فافتقدوه – أي تفقدوه - فوجدوه عيسى العوام ، ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب ، وكان الذهب نفقة للمجاهدين ، فما رُئي من أدّى الأمانة في حال حياته وقد أدّاها بعد وفاته ، إلا هذا الرجل

مثال التجهيل آخر أحمد سعيد فى صوت العرب أثناء نكسة 67 ولا ألوم الرجل تماما ولكن من كتب البيانات الكارثية
تطور الأمر بعد حرب 73 فى التجهيل
حيث دأبت الصحافة التى أصبحت مهمتها تهيئة الرأى العام للصلح مع إسرائيل فكانت المهمة مزدوجة مابين التجهيل والتطبيل
حيث أن الاتفاقية كما عرف بعد ذلك لها ملاحق سرية هذا عن التجهيل
أما التطبيل أيضا تهيئة الرأى العام أن بسبب الصلح المزمع مع دولة العدو الصهيوني سيكون الرخاء والمن والسلوى
وخاصة بعد إصدار قوانين الانفتاح الذى سمى السد مداح وهو أخطر قانون صدر فى العصر الحديث ولما معه وقفات فيما بعد
انتهى التجهيل لأن غراس التجهيل الستينى والسبعينى بدأت ثماره تنضج فى الثمانينيات فأصبحت المهمة هى التطبيل
والتطبيل أخذ أشكال والوان
مابين رفع قدر الفنانين ولاعبى الكرة على باقى حساب الفئات الأخرى من الشعب
طبعا التطبيل الأقصى كان من أعضاء الحزب الوطنى المنحل الذى كان عبارة عن تجميع لكل أنواع الجشع الانسانى فكان التطبيل وصل إلى آفاق غير مسبوقة
فى خضم التطبيل لا ننسى ابدا الآباء المؤسسين للتطبيل فى العشرون سنة السابقة لثورة الأمل والحلم يناير وهم كمال الشاذلى وصفوت الشريف وفتح سرور وزكريا عزمى وتلاميذهم فى كل مكان وموقع فى مفاصل الدولة
كل ماسبق أراه أن التخريب الحقيقى للإنسان يبدأ بتخريب الوعى وهو ما كان واضح لفترة مبارك تحديدا فكان تزييف الوعى وتخريبه كان بوعى شديد وبحرفية متقنة وخاصة فى استخدام الفنون بأنواعها وليس مقتصرة على فن السينما كالسابق فدخل فن المسلسلات وبها كم تزوير وتزييف وانحطاط حدث ولا حرج ويحضرنى الآن العبث الذى تم فى مسلسل العائلة تأليف وحيد حامد
طبعا غنى البيان التجهيل والتطبيل من بعد يناير 2011 خاصة ماسبيرو اثناء الثورة اما بعد ذلك انه فاق الخيال فى التزوير والتزييف والتجهيل والتطبيل ربما لا يوجد له مسمى الان 
لذا لابد عدم ترك ساحات الوعى سواء التجهيل أو التطبيل وهى كثيرة حتى تستعيد بعض من الإنسانية التى ضاعت مننا 
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.