ساحة الوعى - الجزء الثامن الاستشراق والتغريب والاستغراب

ساحة الوعى - الجزء الثامن

الاستشراق والتغريب والاستغراب
==================


فى البداية لترسيخ مفهوم المصطلح لابد من تعريف الاستشراق والاستغراب
اولا الاستشراق
هو دراسة كافّة البنى الثّقافيّة للشّرق من وجهة نظر غربي، وتستخدم كلمة الاستشراق أيضاً لتدليل تقليد أو تصوير جانب من الحضارات الشرقية لدى الرواةوالفنانين في الغرب. المعنى الأخير هو معنى مهمل ونادر استخدامه، والاستخدام الأغلب هو دراسة الشرق في العصر الاستعماري ما بين القرن الثامن عشر والتاسع عشر. لذلك صارت كلمة الاستشراق تدل على المفهوم السلبي وتنطوي على التفاسير المضرّة والقديمة للحضارات الشرقية والناس الشرقيين. وجهة النظر هذه مبيَّنة في كتاب إدوارد سعيد الاستشراق (المنشور سنة 1978).
من أبرز المراحل الّتي يُقسّم إليها الاستشراق ما ذهب إليه الدّكتور المبروك المنصوري في كتابه "الدّراسات الدّينيّة المعاصرة من المركزيّة الغربيّة إلى النّسبيّة الثّقافيّة: الاستشراق، القرآن، الهويّة والقيم الديّنيّة"، إذ قسّم الاستشراق إلى ثلاث مراحل أساسيّة هي: الاستشراق الاستعماري (Colonial Orientalism): ويشمل كلّ ما أٌنتج من بداية تشكّل هذا التوجّه مع الحركة الرّومانسيّة الغربيّة إلى حوالى 1960. الاستشراق ما بعد الاستعماري (Post Colonial Orientalism): وهو التوجّه الّذي تشكّل في المرحلة ما بعد الاستعماريّة. ويرتكز أساسا على الجانب الثّقافيّ واللّغويّ وقد تلبّس لبوسا جديدا. الاستشراق الجديد (New Orientalism): وهو التيّار الّذي تشكّل في بداية هذا القرن. وقد دشّنه كريستوف لكسنبرغ بكتابه "القراءة السّريانيّة الآراميّة للقرآن"
ثانيا الاستغراب
يستخدم مصطلح الاستغراب للإشارة إلى تخيل الغرب بإحدى الطريقتين: الصورة النمطية وهي أحياناً الرؤوية اللا إنسانية للغرب متضمنة أوروبا والمتحدثينبالإنكليزية ويركز على الرؤى الإيدولوجية للعالم الغربي المتقدم بإتجاه الغيرغربي
مع انتشار التجارة الأوروبية والإمبريالية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ظهر المفهوم الحديث لتمييز بين الشرق / الغرب. وظهرت النمطية في تصوير الغربيين في العديد من الأعمال الفنية الهندية والصينية واليابانية خلال هذه الفترة. وفي الوقت نفسه أثر الغرب في السياسة و الاقتصاد والثقافة والعلوم. في أواخر القرن التاسع عشر بدأت العديد من الموضوعات الثقافية الغربية والصور تظهر في الفن والثقافة الآسيوية، وخاصة في اليابان. كما برزت الكلمات والعبارات الإنجليزية في مجال الإعلان والثقافة اليابانية الشعبية.

التغريب أو تأورب اتجاه شاع في كثير من شعوب الشرق منذ القرن التاسع عشر يقوم على الأخذ بالنظم والعادات وغيرها من مظاهر المدينة الغربية والعمل بها. كلمة تحمل الكثير بمفهوم غربي وهو تيار فكري ذو ابعاد سياسة واجتماعية وثقافية وفنية ويرمي إلى صبغ حياة الأمم بعمامة والامة الإسلامية بصبغة أخرى

مابين الاستشراق والاستغراب والتغريب  وقعت الثقافة العربية والاسلامية فى فخ الدوران فى فلك تلك الدوائر الا بعض الانتاج الحقيقى الذاتى
وبالتالى وقع القارئ والمتلقى بالتبعية فى يراثن تلك الشبكة الجهنمية والتى تخرج اسئلة قتلت بحثا بل الاجابات عنها لدينا سواء عن طريق الدين او الارث الحضارى والثقافى للامة العربية والاسلامية 
ونظرا لان المستشرقين والمستغربين لديهم ادوات الاحتراف والعلم ايضا فى كافة التواحى فلديهم السلطة الثقافية التى تجعل المتلقى مستلب الارادة وكأن ما يتلقاه عين الحقيقة وهو غير حقيقى يتضح ذلك من خلال الكتاب العمدة ( الاستشراق ) للعلامة الاستاذ الدكتور ادوارد سعيد وايضا د عبد الرحمن بدوى ود عبد الوهاب المسيرى والاستاذ مالك بن نبى الذين بكل طاقتهم لوقف طوفان التغريب للثقافة العربية 
ولا ننسى سلسلة كتب الاستاذ الدكتور عبد العزيز المرايا المقعرة والمرايا المحدبة وسلطة النص الذى فضح فيهم المستغربين والحداثيين الذين يدعون الثقافة وهى منهم براء واشهرهم وزير الثقافة السابق د جابر عصفور واحمد عبد المعطى حجازى واخرون كثر جدا 
وهنا يكمن دور الثقاقة والمثقفين الحقيقين فى نشر الفكر الحقيقى بعيدا الدفاع عن طريق تخوين الاخرين او تكفيرهم بل نقض ونقد الافكار بصورة هادئة حتى تصل الى القارئ العادى 
والمجال الان مفتوح على مصراعيه فى نشر الثقافة الحقيقية والفن بكل الوانه وانواعه عبر الوسائط المتعددة 
فكسر سلطة المثقفين المفروضين على الامة اصيحت مهمة لكل صاحب قلم شريف وراى حر حتى يتسنى للنشئ الجديد البعد عن تلك القاذروات الفكرية والمخدرات اللغوية 
مع تقديم فنون تحمل بين طياتها الهم الانسانى لصالح الانسان فى العموم دون اى تميز على اى اساس 
نلك هى ساحة الوعى المنسية من قبل كل من يحمل عبئ الهم الوطنى الحقيقى والتحرر من عبودية الاخر او التماهى فيه 

المصادر 
ويكيبيديا
الاستشراق للدكتور ادوار سعيد
المرايا المحدبة والمقعرة وسلطة النص للدكتور عبد العزيز حمودة
كتب د عبد الوهاب المسيرى 
د حسن حنفى 

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.