التمسك بطفولة الانسانية - عن فيلم غرفة (بالإنجليزية: Room)

التمسك بطفولة الانسانية
عن فيلم غرفة (بالإنجليزية: Room) 
===========

العزف على اوتار عذابات الانسان لاخراج نغمات تبدو ظاهريا حزينة ولكن بقليل من التركيز نجد ان اللحن مفرح جداا
اننا امام جريمة خطف وهتك عرض وعزل عن العالم الخارجى لفتاة من اسرة مفككة والخاطف يمارس عليها كافة انواع السادية الشرسة لانه من يوم خطفها وهو يسكنها فى غرفة بفتحة زجاجية بالسقف فقط ولاتعلم عن العالم الخارجى شئ وينجب منها طفل الذى سيكون الملاذ لها لانه اصبح لها كل شئ
بدات الام فى تلقين الطفل كل الاشياء كلها تعتمد على الخيال حتى لا يسئل اى شئ عن العام خارج الغرفة التى يعيشوا فيها وعندك\ما يبلغ الخامسة بدات تبث فيه ان هناك عالم حقيقى وليس خيال وبعد حيلة ناجحة من ترتيب الام وتنفيذ الطفل يتم انقاذهما

بعد الخروج للعالم الخارجى الحقيقى ورجوع الام والطفل لاسرتها وجدت ان امها تعيش مع صديقها والاب يعيش بعيدا فى مكان اخر بعد انفصالهم
كانت المواجهة مع العالم الحقيقى بكل تنوعانه فمنهم من كان يد حنية عليهم ( الشرطة والاطباء ) ومنهم من اتهم الام ضمنيا انها جانية على الطفل لعدم تركه مع الخاطف للخروج للعالم كنوع من الانانية المفرطة منها ولكن الام توقف هذا الاتهام وتدافع عن موقفها وتصاب بعد فترة يتم شفائها ويصبحوا عائلية حقيقية
فيلم الغرفة حالة نادرة فنحن امام شبه منودراما اقية حيث نصف الفيلم الحيز المكانى فقط غرفة نوم حقيرة ويظهر الخاطف ( الاب) مرتين او ثلاثة فقط ولكن الام والطفل طوال الوقت بها وهنا يظهر كيفية التكييف مع هذا الحيز الضيق وجعله عالم كامل الاركان للطفل وللام والا كانت اصيبت بالجنون فكانت الام للطفل هى الام والصديق والاب  بل كل شئ

وكأن الرسالة الحقيقية للفيلم
تمسكوا بالطفولة الانسانية البريئة تنجوا من جنون المدنية والحداثة التى من جرائمها خطف الام وهى فتاة صغيرة وانجاب الطفل قهرا

نبدا بالقصة والسيناريو والحوار لانهم اساس السينما
التناول للفكرة جديد حيث الحيز المكانى الضيق ولكن السيناريو الجيد مع الاخراج فلم نحس بهذا الضيق الا تعاطفا معهم
الاخراج كان جيد خاصة فى تسارع الاحداث بالاشتراك مع مع المونتاج فلم يتسرب الملل لنا كمشاهدين
الموسيقى كانت عامل مساعد حقيقى لترسيخ حالة الحزن على الام والطفل

التمثيل
====
 من البطلة بى لارسون طبقا للقاعدة ( الممثل حين يمثل لا يمثل ) فلم نرى تمثيل على الشاشة الفضية بل وجدنا تعايش وتفهم لطبيعة الشخصية لانها مجنى عليها بكل انواع الجرائم السالبة للانسانية منها ولكن لابد ان تكون ام جيدة بذات الوقت فكانت تكتم كل الالام حتى تحافظ على الطفل وبرائته لذا عندما تم انقاذهم اطلقت العنان لكل المشاعر المكبوتة من سنين للخروج وكانت برى لارسون منضبطة جدا فى الانفعالات المطلوبة دون تزييف او مزايدات فكانت طبيعية بشكل رائع وتستحق الاوسكار عن جدارة
الطفل كان مبهر بعفويته البريئة وكان مكون ثنائى باهر مع برى لارسون
فيلم عبارة معزوفة هادئة ظاهرية صاخبة بيشدة للمتلقى الذى يعتبر ان الكون ملك الجميع وان الانسانية لا تتجزا
ملحوظة
=====
لم نعلم عن الجانى اى شئ الا قبل النهاية عند زيارة الام وابنها للغرفة كنوع من التطهر وعرفنا انهم الشرطة اخذت اشياء كادلة ضده وكأن الكاتب والمخرج ارادوا يؤكدوا انه نكرة لا يستحق القاء الضوء عليه حتى ولو بسجنه



التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.