في مستنقع الكدب: لما الناس تعمل ملايكة وهي شياطين في الخبا
يا عم الحاج، كام مرة حسيت إنك عايش في دنيا كدب؟ دنيا الناس فيها لابسة وشوش ملايكة وهي من جواها شياطين، كله بيتنطط ويتظاهر بحاجات مش فيه، والنفاق بقى زي السلام عليكم. الواحد ماشي في الدنيا دي حاسس إنه في "مستنقع كدب" والصدق بقى عملة نادرة، والأصل بقى حكاية من أيام زمان.
أكتر حاجة بتغيظ في الموضوع ده هو "ادعاء المثالية". كل واحد عامل فيها البرنس ولا الأميرة، حياته فُل أوي على السوشيال ميديا، مفيش غلطة، مفيش عيبة، كله تمام التمام. بينسوا أو بيتناسوا إن الكمال ده بتاع ربنا لوحده. والدافع؟ كله عشان شوية لايك وشوية تعليقات حلوة، وخوف رهيب من إن حد يشوفهم على حقيقتهم.
الهبل ده بيخلق ضغط مش طبيعي على الواحد. بنحس إننا لازم نكون زي الناس دي، حتى لو ده على حساب نفسنا وراحتنا. المقارنات اللي مالهاش آخر دي بتخلي الواحد يحس إنه طول عمره ناقص، وبتعمي عينينا عن الحاجات الحلوة اللي في حياتنا وعن قيمة عيوبنا اللي بتخلينا بني آدمين عاديين.
والأوسخ من ده كله بقى النفاق اللي مغطي وشه بغطاء الدين والأخلاق. تشوف الواحد عامل فيها شيخ ولا قديس قدام الناس، عمال يدي مواعظ وفتي، وهو في الخبا بيعمل بلاوي زرقا. بيستخدموا الدين والأخلاق دي زي التُقية عشان يضحكوا على الناس وياخدوا اللي هما عايزينه، أو عشان الناس متنتقدهمش ومتشككش في أفعالهم السودة. والنفاق ده بيخلي الواحد يفقد الثقة في كل حاجة، ويحس إن الدنيا دي مفهاش أي خير.
إيه تأثير الزفت ده علينا؟ بيخلي العلاقات الإنسانية زي الزفت، والثقة مبقتش موجودة أصلاً. بنحس إننا لوحدنا عشان خايفين نورّي وشنا الحقيقي، وعايشين في قلق طول الوقت من إن الناس تعرف حقيقتنا أو إن قناع الناس التانية يقع. الإحباط واليأس بقوا صحابنا، وبنسأل نفسنا هو فيه أمل في الدنيا دي اللي كلها كدب في كدب؟
بس طبعًا مش هنسكت. لازم نبدأ التغيير من نفسنا. نكون على طبيعتنا، حتى لو كنا "مش ماشيين مع القطيع". نتقبل عيوبنا وعيوب الناس التانية، ونبني علاقات نضيفة مبنية على الصدق والاحترام. نركز على الأفعال مش على الكلام المنمق، ونواجه الناس اللي لابسة أقنعة كدابة.
صحيح، الموضوع مش سهل، بس هو ده الحل الوحيد عشان ننضف المستنقع ده ونرجع نبني دنيا نعرف نثق فيها وفي اللي حوالينا