الردح: معركة الكلمات في الشارع وعلى السوشيال ميديا.. حكاية الإهانة الشعبية

 الردح:

 معركة الكلمات في الشارع وعلى السوشيال ميديا.. 

حكاية الإهانة الشعبية

====================



منذ القدم، والمجتمعات بتلاقي طرق مختلفة للتعبير عن الغضب والخلافات، وأحيانًا الإهانة. في مصر، وفي كتير من المناطق الشعبية، ظهر وتطور مفهوم "الردح". الكلمة دي مش مجرد شتيمة وخلاص، دي ليها أصولها وأساليبها، وبتعكس حاجات كتير عن الثقافة والمجتمع اللي طلعت منه. يا ترى إيه حكاية الردح ده؟ وإيه اللي بيميزه عن أي خناقة كلامية عادية؟
الردح: قاموس الإهانة اللي طالع من قلب البيئة
زي ما قال د. رشاد عبداللطيف، اللغة اللي بتستخدم في الردح مش بتيجي من فراغ. دي كلمات وعبارات وجمل بتنتجها البيئة اللي عايش فيها الواحد. يعني الردح اللي تسمعه في منطقة شعبية ممكن يكون مختلف تمامًا عن اللي تسمعه في مكان تاني. كل بيئة ليها "قاموس" إهانة خاص بيها، بيعكس قيمها وتقاليدها والصراعات اللي بتحصل فيها.
الردّاح الشاطر مش بس بيشتم، ده بيدور على نقطتين أساسيتين عشان يهين خصمه: أصله وسمعته وأي عمل سيء أو مشين عمله في حياته. الردح دايماً بيركز على الجانب السلبي، كأنه بينبش في الماضي والحاضر عشان يطلع أي عيبة أو غلطة. الهدف في الآخر هو "التراشق بالألفاظ"، والمعركة دي مين بيكسبها؟ اللي صوته أعلى، واللي عنده قدرة أكبر على الإحراج والإهانة اللفظية.
الردح مش مجرد خناقة: وظيفة اجتماعية ولا مجرد تفريغ غضب؟
ممكن للوهلة الأولى نشوف الردح على إنه مجرد همجية وقلة أدب. لكن لو بصينا أعمق شوية، ممكن نلاقي ليه وظائف تانية في المجتمع. أحيانًا بيكون وسيلة للتعبير عن غضب مكبوت أو احتجاج على ظلم معين، خاصة لما ميكونش فيه طرق تانية رسمية للتعبير عن ده. في الخلافات الشخصية أو حتى المنافسات بين الفرق الشعبية، الردح ممكن يكون أداة لإظهار القوة أو التفوق اللفظي.
كمان، في سياقات معينة، خاصة بين الستات في الأفراح أو المناسبات الاجتماعية، ممكن نشوف نوع من "الردح الفكاهي" أو "المشاكسة اللفظية" اللي بيكون الهدف منه المرح مش الإهانة الحقيقية، لكن ده بيكون ليه قواعد وسياق مختلف.
ليه الردح منتشر أوي على السوشيال ميديا؟
مع ظهور السوشيال ميديا، الردح لقى له أرض خصبة جديدة. دلوقتي ممكن أي حد يردح لأي حد من ورا شاشة. الإنترنت خلى المسافات قليلة، والغضب ممكن ينتشر بسرعة البرق في شكل تعليقات أو منشورات مليانة إهانة وتجريح.
في العالم الافتراضي ده، الردح بياخد أشكال جديدة، ممكن يكون في صورة كلمات مكتوبة، أو صور ساخرة، أو حتى فيديوهات معمولة خصيصًا للإهانة. وللأسف، كتير من المشاهير أو المؤثرين بيستخدموا أسلوب الردح عشان يجذبوا الانتباه ويزودوا التفاعل على صفحاتهم، وده بيساهم في تطبيع استخدام اللغة دي بين الناس.
الخلاصة: الردح مرآة للغضب.. ولسوء الأدب أحيانًا
الردح في النهاية هو شكل من أشكال التعبير الشعبي اللي ليه جذوره في ثقافتنا. هو لغة قوية ومباشرة، وأحيانًا جارحة. ممكن يكون وسيلة للتنفيس عن الغضب، لكن في كتير من الأحيان بيتحول لمعركة كلامية هدفها الإهانة والتجريح.
في عالم السوشيال ميديا، الردح انتشر بشكل كبير، وبقى جزء من كتير من النقاشات والخلافات. المهم إننا نفهم أصول الظاهرة دي ودوافعها عشان نقدر نتعامل معاها بشكل واعي، ونحاول نقلل من آثارها السلبية على مجتمعنا. بدل ما يكون صوتنا الأعلى هو اللي بيكسب، الأهم إن كلامنا يكون فيه احترام ومنطق، حتى لو كنا مختلفين.
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.