**
هاهى الايام تثبت ان هذه الارض لن تعدم من المواهب الرائعة هاهو غرس طيب من غراسها يفوح بعطره علينا من خلال لوحته المرسومة بكل عناية ودقة ورقة وحب غير عادى .
ان المؤلف الرائع استاذ عبدالرحيم كمالحين شرع فى كتابة شيخ العرب همام اظن تخيل القماشة التى سوف يرسم عليها لوحته فقام برسم خط دينى حقيقى من نبع مسلم عن حق دون صراخ ولكن تعبير عن المسلم الحقيقى الذى يمارس الاسلام ولا يتكلم به فقط .
رسم خط صوفى عن عشق ووجد طبيعى بعيدا عن الخرافات والخزعبلات خط به عشق عن جد به شلالات من الوجد دون شطط او درواشة .
رسم خط سياسى عبر به عن واقعنا الان من خلال تجمع اولاد العم فى الافراح والاحزان فقط ولكن فى المصالح متفرقين كدولنا العربية الان ويحاول الكبير ان يلملم هذه القوة لتصبح قوة فاعلة وليس مفعول بها كالايام الحالية وكذا المؤامرات التى تحاك لنا او علينا من القوة الخارجية وصمتنا الرهيب على ذلك مع معرفتنا به واهمال لمصادر قوتنا
رسم خط اجتماعى يعبر عن العدل والتكافل الحقيقى دون ادعاء للتفضل من هذا لذاك .
خط النسيج الحقيقى للامة المتمثلة من عدة اديان فى هدوء وراوية متمثلة فى المسلم والمسيحى دون نعرات متشنجة او تميز
ان المؤلف حين شرع فى كتابة مسلسله كان وافيا لتفاصيل عدة وضعها من خلال حوار اقرب الى الشعر فى التعبير من الايجاز والمجاز وكذا تكثيف المعانى لكل صاحب بصيرة وعقل فهو لم يكتب عن شيخ العرب ولكن اتخذ من شيخ العرب متكأ ليعرض لنا لوحة رائعة ممتازة حيث ان كافة الخطوط وكأنها ضفيرة جميلة دون ان يطغى خط على الاخر
*اماالاخراج جاء وكأنه اراد ان يبرز لوحة المؤلف خيرابراز فجاء بممثلين اقرب الى العباقرة كل فى دوره وكانت اختيارت المخرج تدل على انه عشق لوحة المؤلف فجاءت الاختيارات موفقة بشكل يحسد عليه وجاء الاخراج دون تقعر او فلسفة زاعقة واحسسنا بمتعة غير عادية وكأن الممثلين لا يمثلون ولكن هذه هى حياتهم الحقيقية من كثرة انتباه المخرج لتفاصيل ما هو مكتوب بكل عناية وكذا لكيفية تحويل المكتوب الى معروض بطريقة اقرب الى للطبيعية وان كان هناك بعض الهانات المسؤل عنها المخرج كالديكور به بعض الفخامة فى بيت همام ونحن سنة 1769 فلو كان الديكور افقر من هذا لكان اقرب للواقع وحيث ان الديكور اقرب للفخامة والحديث وهذا لا يوجد ببلد كانت تغط فى الجهالة بسبب المؤمرات والفتن وهى فترة المماليك والعصر العثمانى
- نأتى لعنصر من عناصر العشق الا وهى الموسيقى فكان عمار الشريعى كعهدنا به المتبتل فى محراب الموسيقى فكانت موسيقاه كلها كأنها صوت ينطلق ويصدح عن مافى الصدور لم تستطع الكتابة نقله وخصوصا مواقف الشجن والحزن والقلق فكانت الموسيقى احد عناصر الفرجة الحقيقية حيث جعلت منها الاطار الذهبى للوحة لابراز ادق ما فيها وكذلك اظهار كل خط من خطوطها وكأ يذكر المشاهد ان مايراه اجمالا اراد ان يبرز له التفاصيل التى ربما يغفل عنها بسبب جمال مايراه اجمالا.
- نأتى الى كتيبة الممثلين وكان راس الحربة العملاق يحيى الفخرانى احساس ممتع حين تراه وكان فى افضل حالاته على الاطلاق احساس بالشخصية وتفاصيلها وتاريخها وانفاعلاتها الداخلية التى تختلج بها فلم تهرب منه شاردة او ورادة سواء فى طريقة الكلام او التعابير عن طريق الوجه والعينيين وكذا لحظات الحيرة والتفكير العميق والضغط على الكلمات حين يكون الامر جلل مما جعلنا ننسى اننا امام تمثيل ولكن اما شيخ العرب الحقيقى من كثرة تقمصه وعبقرية الاداء فكم كنا محظوظين للاداء العبقرى من ممثل غير عادى .
- نأتى للممثلة صابرين واظن ان هذا الدور سوف يؤرخ لها ماقبل شيخ العرب ومابعده حيث جاء الاداء بهدوء وسلاسة وانفعالات امراءة عادية ولكنها من العائلات الموغلة فى التاريخ فهى تعرف من هى عن حق ولكنها ايضا تعرف انها امراءة فجاء الاداء بين الضعف الانسانى وعظمة الانتساب الى الاشراف وهنا تبرز صابرين فى هضم الشخصية وخعلها تتلبسها دون طغيان الشخصية او طغيان الممثلة بداخلها فجاءت الانفعالات دون تعمد او تمثيل وهذه العفوية التى رائينها سر التالق
*اما ريهام عبد الغفورهاهى نرلها ممثلة دون افتعال كما كانت تفعل وتؤدى بتفهم لحقيقة المسلسل ككل وكذا لطبيعة الدور التى بصدده حيث هى زوجة همام شيخ العرب لكن صاحبة الاصول الفقيرة وليس العريقة فدائما هناك كسرة فى العين حتى فى الدلال حتى فى الحقوق الطبيعية .
*اما المفاجاة الحقيقية هى الشيخ سلام – الاستاذ مدحت تيخة – هذه الشخصية التى لو لم يقم بدور اخر لكانت هى الشخصية التى تدخله فى عداد الممثلين الكبار والعظام من فرط حساسية واداء الذى اقل ما يوصف السهل الممتنع فملامحه ساعدته فى حالة الوجد والعشق الصوفى وهو تفهم ذلك فهو ليس متاخر ذهنيا ولكن يعيش داخل خيمة العشاق الحقيقيين مع رابعة العدوية وابن الفارض وابن عرابى مع العشاق الذين توحدوا فى العشق الالهى الحقيقى
*اما الاستاذ محمود عبد المغنىاصبح من مصاف النجوم الكبار بعد هذا الدور الذى كان الصمت فيه اكثر من الكلام مما عله يمثل من داخله اكثر من خارجه وجعل محمود عاشق عن حق يعبر عن مشاعر داخلية حارقة وضحت فى كل الكادرات .