Birdman: سيمفونية القلق والوهم والبحث عن الذات

  • Birdman: سيمفونية القلق والوهم والبحث عن الذات
  • ================


    الرجل الطائر Birdman فيلم عن النفس البشرية القلقة التي تبحث عن ذاتها. . .

    فيلم صعب جدا الكتابة عنه لأنه ببساطة فيلم عن النفس البشرية القلقة التي تبحث عن ذاتها والتي ربما تجدها في الماضي ولكن الأنا العليا ترفض الرجوع للماضي وترنو إلى الحاضر والمستقبل. . وكل هذا من خلال مباراة تمثيلية منتهى البراعة والبساطة من كل المشاركين في العرض.

    فيلم يدور في كواليس مسرحية ستعرض أي أنهم في البروفات الأولى لها وفي الحقيقة هو يدور داخل ذات البطل الذي قام بدوره مايكل كيتون خير قيام وكان لا يمثل بل تعايش مع الدور بشكل مذهل.

    باقي عناصر الفيلم ابطال وخاصة السيناريست بجعل المشاهد الكبيرة متعددة حتى يأخذ الممثل الحقيقي البراح ليبدع ونرى المعايشة وليس مجرد لقطات قصيرة والمونتاج يتصرف.

    وأيضا الموسيقى الطازجة التي صاحبت شريط العمل وخاصة الدرامز كانوا كأنهم صوت اعتلال البطل أو لحظات التحفز ضد ذاته الداخلية.

    فيلم يبحث عن البصمة الخاصة بك في اللحظة الراهنة وليس الاستناد على نجاح ما في الماضي مهما كان هذا النجاح كبيرا إنه البحث الدائم عن نفسك وهي ليست مهمة يسيرة عند أصحاب الذوات القلقة المبدعة لان التماهي مع نجاح في لحظة ما ربما يكون عين الخسارة إذا لم تخرج من شرنقة هذا النجاح إلى رحاب التجريب والتجديد. إنه البحث عن نفسك بعد تكسير أصنام الإعجاب من الآخرين والإشادة بنجاحك وأثناء تكسير تلك الأصنام تحتاج قوة رهيبة من داخلك حتى تعبر من تلك اللحظة إلى الحاضر والمستقبل.

    فيلم سينمائي بامتياز. . الصورة تلعب فيه دور هام على مستوى التكوين البصري وزوايا التصوير واختيار الأماكن وخاصة الردهات للكواليس كنوع من دهاليز النفس البشرية.

    أجمل مافى الفيلم الإخراج، الإخراج هنا تحس أنه غير موجود وتحس أن طاقم العمل خرج عن سيطرة المخرج وذلك للحوار الشديد الإنسانية والمحمل بكل طاقات الانفعالات اللحظية كما تبدو لنا وهو في رأيي المتواضع منتهى القمة في الإخراج أن تحاول أن تجعل الشريط السينمائي ليس مجرد شخوص تجرى على الشاشة الفضية بل ترى أشخاص طبيعيين معبرين عما تعتمل به نفسك ربما دون أن تعرف ذلك فيكون الفيلم البديل الحقيقي لإخراج ما بداخلك.

    فيلم يستحق المشاهدة باهتمام وتركيز. . .

    بقلم مولانا: محسن باشا

    تحليل العلاقة بين الواقع والخيال: دهاليز الذات القلقة

    يُعد التداخل بين الواقع وخيال البطل، ريغان طومسون، أحد العناصر الأكثر إثارة للدهشة والتعقيد في فيلم "Birdman". لا يقدم الفيلم خطًا فاصلاً واضحًا بين ما هو حقيقي وما يدور في ذهن ريغان، مما يضع المشاهد في حالة دائمة من التساؤل وعدم اليقين. هذه الضبابية المتعمدة تخدم هدفًا أعمق، وهو تجسيد حالة القلق والاضطراب النفسي التي يعيشها البطل.

    فهل قدرة ريغان على تحريك الأشياء بعقله حقيقية، أم أنها مجرد تجليات لشعوره بالعظمة الدفينة أو محاولاته اليائسة لاستعادة قوته النجمية؟ هل صوت "الرجل الطائر" الذي يتردد في رأسه هو صوت الأنا العليا كما ذكر المقال الأصلي، أم أنه تعبير عن صراعه الداخلي ورغبته في العودة إلى الماضي المجيد؟

    هذا المزج بين الواقع والخيال يخلق شعورًا بالضغط النفسي والارتباك الذي يعيشه ريغان، وينقله بفاعلية إلى المشاهد. نحن نشاركه رحلة البحث عن الذات في متاهة من الطموحات والأوهام، حيث تتلاشى الحدود بين ما هو حقيقي وما هو مُتخيل. هذه التقنية السردية تجعلنا أقرب إلى فهم طبيعة قلقه الوجودي وصراعه مع صورته الذاتية المتغيرة. إنها تعكس كيف يمكن للقلق أن يشوه إدراكنا للواقع ويخلق عوالم داخلية أكثر تعقيدًا من العالم الخارجي.

    استكشاف رمزية "الرجل الطائر": قناع الطموح وعبء الماضي

    تُعد شخصية "الرجل الطائر"، البطل الخارق الذي اشتهر به ريغان طومسون في الماضي، رمزًا متعدد الأوجه في الفيلم. على السطح، يمثل "الرجل الطائر" قمة نجاح ريغان وشهرته، وهو الدور الذي يطارده ويحاول التخلص من ظلاله في سعيه لإثبات نفسه كممثل مسرحي جاد.

    ولكن "الرجل الطائر" يمثل أيضًا قناعًا يرتديه ريغان، قناعًا يجسد الطموح الجامح والأنا المتضخمة. الصوت الذي يتردد في رأسه، والذي يحمل اسم "الرجل الطائر"، يمثل إغراء العودة إلى المجد السهل والشهرة الزائفة، بدلًا من مواجهة تحدي بناء هوية فنية جديدة وأكثر عمقًا. إنه يمثل عبء الماضي وثقله الذي يمنع ريغان من التحرر والانطلاق نحو المستقبل.

    بالإضافة إلى ذلك، يمكن تفسير "الرجل الطائر" كرمز لقوة الخيال والأوهام التي قد يتشبث بها الإنسان هربًا من الواقع. ريغان، في لحظات ضعفه وقلقه، يلجأ إلى تخيل قدرات خارقة أو تصورات عن عودة مجده، وكأن "الرجل الطائر" هو الصورة التي يرغب أن يكون عليها أو الصورة التي يخشى أن يكون قد أصبحها.

    في نهاية المطاف، يصبح صراع ريغان مع "الرجل الطائر" صراعًا مع ذاته، مع طموحاته الدفينة، ومع ثقل ماضيه. إنه بحث عن التوازن بين الاعتراف بماضيه وتجاوزه، وبين التواضع والاعتزاز بالنفس، وبين الواقع والخيال الذي قد يُعيق رؤيته لذاته الحقيقية.

    صناع الفيلم: بقلم: محسن ياشا المخرج: أليخاندرو غونزاليس إناريتو. . الإنتاج: أليخاندرو غونزاليس إناريتو. جون ليشر، أرنون ميلتشان. . تأليف: أليخاندرو غونزاليس إناريتو. نيكولاس جياكوبون. أرماندو بو. ألكسندر دينلارس. . البطولة: مايكل كيتون. زاك غاليفياناكيس. إدوارد نورتون. أندريا ريسبوروج. أيمي رايان. إيما ستون. نعومي واتس. . تصوير سينمائي: إيمانويل لوبزكي. .


    التعليقات
    0 التعليقات

    ليست هناك تعليقات :

    إرسال تعليق

    مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

    يتم التشغيل بواسطة Blogger.