- حوار الروح والأفكار العاشقة
شرعت في الكتابة لكِ،
وإذ بالأفكار تخرج من عقالها فرحةً، وذهبت بعيدًا قائلةً: "دعنا نفرح بنظرة منها إلينا!"
فقلت لها مهلاً: "دعونا ننسج معًا خيوطًا ذهبيةً، حتى تتعانق مع شعاع عينيها."
فإذا بالأفكار تصرخ: "أي خيوط تطلب؟ فنظرة من عينيها تحيلنا إلى لآلئ مرصعة! وإذ بنا قلائدُ نحيط بعنقها من فرط حسنها!"
فصمتُ مندهشًا، فإذا بالأفكار تعود وتقول لي: "لا تغضب منا، فنحن منك! وصمتك يُجمدنا في كلمات وجمل، ونحن نريد أن ننطلق عبر أثير الخيال."
فقلت: "لعلها في بعض شؤونها غائبة."
فقالت: "نحن للغائبة حاضرون، وفي نسيانها مذكورون."
فقلت: "اذهبوا واطرقوا باب الروح بهدوء."
فردوا صارخين: "لا توجد أبواب عندها لنا، فهي بنا من المرحبين!"
فقلت: "سلامًا."
فإذا بهم يرقصون فرحًا وطربًا، لأنهم إليكِ ذاهبون.
فهنيئًا لهم بكِ، ويا لسعادتهم بكِ!
فاهنئوا ببعضكم، عسى أن تُدخلوا البهجة والسرور على قلبها، وألا تعرف من بعدكم طريق المحرومين، وألا تسلك إلا طريق الآمنين المطمئنين، فنراها ملكةً على عرش المسرورين.