أسرار وراء الأزياء

أسرار وراء الأزياء

قصة قصيرة بقلم محسن عباس




المقدمة — نوسة والأم في صراع الأنوثة والمصير

نوسة في أوائل العشرينات؛ كاملة الأنوثة، قوامها ممتلئ، وجسدها يلفت الأنظار بلا مجهود. ما زالت أنوثتها "بخيرها"، وعقلها يقظ: فطنة تقرأ الوجوه، وقوة إرادة تظهر عند التصادم مع الواقع.

كل لحظة ضائعة كانت تثير فيها شعورًا داخليًا بالاستحقاق:

"أنا القادمة، أنا المسيطرة."

الأم في الأربعينيات، جمال مكتمل لكنه مثقل بانعدام الثقة والذبول العاطفي. الغيرة من نوسة، وإحساسها بأن أنوثتها مجمّدة تحت سقف زوجها المريض، جعلها هشّة ومترددة، تترقب أي فرصة لإعادة حياتها إلى مسار السيطرة.

الأب، قِدم عمره ومرضه العضال، ترك فراغًا هائلًا جعل المنزل أشبه بساحة انتظار للكارثة. اضطر لاستقدام قريبه "سيد" لغرفة بالسطوح، وأصرّ على أن تحضر الأم الطعام له لتأكله معهم.

هذا القرار البسيط أشعل شرارة الجريمة؛ الأم وجدت في قرب سيد تعويضًا عن حرمانها، وبدأت شرارة التفاهم المحظور تنمو في صمت المائدة، مع إحساس دائم بالخطر من الاكتشاف.


الفصل الأول — زواج النجاة وصفقة السَتر

الأم لاحظت نظرات نوسة الفاحصة، فقررت التصرف بسرعة:

الأم:
"أبوكِ حالته بتسوء، والفلوس مش مكفية. سيد هيتجوزك جواز عادي وحقيقي. ده هيكون ستر لينا كلنا."

نوسة رأت في العرض فرصة للتحرر ولقب "مدام" اجتماعي. وافقت بشرط الشراكة في مال سيد وطموحه. تم الزواج رسميًا، كل شيء على أساس المنفعة المتبادلة والستر الاجتماعي، دون أي اعتبار للروابط العائلية أو الأخلاقية.


الفصل الثاني — انهيار الشاهد والتحول الإجرامي

الأب مات فجأة. الملابس الداخلية الحمراء التي وجدت في غرفة الأم كانت صدمة حقيقية.

نوسة واجهت الأم وسيد، وألقت الملابس على الطاولة:

نوسة:
"أبويا مات بسببكم، وإحنا التلاتة شركاء في ستر جريمة الموت بالصدمة. من النهاردة، أنا اللي هقرر، وأنا اللي هخطط..."

قررت نوسة إزالة الأم قبل أن تنفجر القنبلة. سيد لم يرتجف ندماً، بل كان الخوف من فقدان أمواله وسجنه يلتف حوله كحبل المشنقة. عقل سيد كان مُقيدًا بالمصلحة فقط، ولم ينجُ من الخطر إلا بقرار القتل البارد.

نفذ سيد الأمر وهو يرتجف، وماتت الأم "وفاة طبيعية جدًا"، تاركة نوسة وحيدة مع القرار الأكثر برودة في حياتها.


الفصل الثالث — خميرة الجريمة وولادة "سلوى عماد"

نصحت نوسة سيد بتكثيف الرشاوى والفساد لتوفير "خميرة قوية". انتقلا إلى الشيخ زايد، وأطلقا أسماء جديدة:

سلوى عماد و رأفت المناديلي

أسس رأفت مكتب تطوير عقاري كواجهة، لكنه كان ستارًا لبيت دعارة راقٍ ومنظم، لاستهداف الأثرياء وابتزازهم.

سلوى كانت ترى أن المكتب الزجاجي الفاخر ليس أكثر من انعكاس لقذارة مثالية؛ مكان يُباع فيه الشرف والنفوذ. بالنسبة لها، المال يمحو كل الفوارق الأخلاقية.

نجحت سلوى في ابتزاز أول ضحية ثمينة، وأجبرت الموظف على تأمين بطاقات هوية وجوازات سليمة 100%، ثم باعت فضيحته لشريكه مقابل عشرة ملايين جنيه.

انتقل الزوجان للتجمع الخامس بثروة هائلة وهويات نظيفة، أسس رأفت شركة تطوير عقاري، بينما اختارت سلوى واجهة الإنتاج الفني تحت بريق الأضواء، دون أن ينسيا أبدًا عملهما الأصلي في القوادة والابتزاز.


الفصل الرابع — شبح الماضي وفتنة النفوذ

في ليلة عرض خاص، ظهر عادل، المحامي الذي يعرف نوسة سابقًا، ليصبح تهديدًا مباشرًا، بينما رأفت، الذي تمرد على دوره، تحول إلى أضعف نقطة في خطتها.

وظفت سلوى عادل كمستشار قانوني لمراقبته، بينما واجهت رأفت مباشرة:

سلوى (ضحكة باردة):
"تمشي؟ أنت ناسي إنك شريكي في الجريمتين؟"

التفكير الوحيد لسلوى:

"لا توجد شهادة ضد النفوذ. يجب أن يسكت."


الفصل الخامس — السيطرة المطلقة والنهاية العقابية

أعدت سلوى وثائق تدين رأفت في قضايا فساد وهمية، وتم التخلص منه، مع تصوير الحادث كـ"حادث سير مروع".

لكن نقطة ضعفها الأكبر ظهرت: الموظف الذي أصدر الأوراق المزورة وقع تحت التفتيش، وُجدت نسخة من الأوراق ضمن ملفاته، مما كشف هويتي سلوى ورأفت.

تم تنفيذ القبض على سلوى أثناء استعدادها لحفل خيري. في سيارة الترحيلات، لم تفكر سلوى في الأرواح التي أزهقتها، كل شيء كان يتعلق بـ:

"السيطرة الكاملة، وخطأ واحد يمكن أن يسقط إمبراطوريتها."

انتهت القصة بالعدالة العقابية الحتمية، تاركة صدى صفقة الصمت الأسود التي فشلت في إسكات التاريخ إلى الأبد.


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.