"الجسد الصارخ – العرش المشتعل

  "الجسد الصارخ – العرش المشتعل

قصة فصيرة بقلم محسن عباس



تمهيد: عقيدة الملكة والانتقام
ناريمان لم تولد لتكون موظفة؛ لقد تربت على عقيدة: "أنتِ ملكة متوجة، والملكة تفعل ما تشاء." هذا الشعور المطلق بالسيادة عززه زوجها المنفتح.
قبل أشهر، عرض المدير الزواج على يارا. بعد رفضها القاطع: "أنا لست سلعة. لن أقبل أن أكون جائزة،" تحول اهتمامه إلى حقد هادئ. المدير لم يعد يبحث عن العمق، بل عن السيطرة والانتقام من يارا، حتى لو عن طريق إثبات أن ناريمان هي الأقوى.
الفصل الأول: الواجهة المفرطة
في ذلك اليوم المصيري، لم تدخل ناريمان المكتب، بل هبطت كقوة جاذبية.
ملابسها مصممة لتعلن القوة والسيطرة: بلوزة حرير أسود بفتحة V عميقة تكشف جزءًا كبيرًا من صدرها، وحمالة الـ "سنتيان" تلمع كإطار لسلعة معروضة. البنطلون جلدي لامع، مضغوط على قوامها، يحدد تفاصيل انحناءة الأرداف والفخذين بوضوح صادم.
وقف المدير أمام لوح العرض، لكن عينيه لم ترَ شيئاً إلا هيمنة ناريمان الجسدية المطلقة.
الفصل الثاني: اللمسة السريعة وبداية الانتقام
عندما تحدثت يارا (الكفاءة الصامتة)، كان صوتها ميتاً. قرب المدير، قامت ناريمان بحركة صغيرة متعمدة؛ لمس جزء من صدرها كتفه بخفة متعمدة.
المدير أعلن ترقية ناريمان، ليس اقتناعاً بكفاءتها، بل كأول خطوة في إثبات فشل يارا. وهي تبتعد، همست لناريمان:
📢 "المشروع مشروعك، والفكرة فكرتك... أما العرش، فمُلك للصارخة لا للصامتة."
الفصل الثالث: مشهد الصاروخ النفسي وتلميح المراقبة
في القاعة الزجاجية، شعرت يارا بأن جسد ناريمان يهاجم حواسها: الضوء يخترق البلوزة، كل انحناءة محددة، كل حركة صدمة بصرية ونفسية. شعرت يارا وكأن جسد ناريمان يدفعها إلى زاوية الصراع.
خلال هذه اللحظة، رفعت يارا عينها ونظرت نحو الزاوية العلوية للمكتب، حيث يعتاد رئيس مجلس الإدارة الجلوس في بعض الأحيان. للحظة خاطفة، شعرت يارا بنظرة باردة تثبتها، نظرة لا تعكس شهوة المدير ولا غرور ناريمان، بل ذكاء يراقب بصمت. هذا التهديد البصري الثالث زاد من يقين يارا بضرورة التحرك.
الفصل الرابع: الوباء البصري ينتشر (نسخة مفصّلة)
بعد ترقية ناريمان، تحول المكتب إلى عرض أزياء صريح ومُعلن. أسلوب ناريمان انتشر كـ "وباء بصري" عنيف:
مديرة الموارد البشرية: تنانير ضيقة جداً ومطاطية، كل حركة تبرز انحناءة الأرداف بشكل محسوب.
موظفة الحسابات: قمصان حرير أو شيفون شفاف، تحتها حمالات صدر بألوان صارخة.
المتدربة الجديدة: فستان ضيق للغاية بفتحة ظهر عميقة، مظهرة عمقاً جلدياً كبيراً عند الانحناء.
لم يعد الصراع بين يارا وناريمان فقط، بل بين يارا وثقافة كاملة من التسليع العلني للجسد.
الفصل الخامس: المكيدة الباردة والعرض الكارثي (مكيدة محكمة)
يارا قررت استخدام هذا الوباء لصالحها. لم تكتفِ برسالة واحدة، بل أرسلت ثلاث رسائل إطراء متتالية على مدى ثلاثة أيام تغذي غرور "الملكة" وتهمس لها بالخطر الوحيد: الملل والتكرار.
في اليوم الثالث، أرسلت لها صورة مبهمة لتنورة قصيرة شفافة مع التعليق: "العرش للمُتفرّدة. لا أحد يستطيع منافستكِ بهذا، ما لم تكسري القاعدة الأخيرة."
ناريمان، مدفوعة بجرورها ودعم زوجها، قررت رفع اللعبة:
دخلت القاعة لترقيتها الأخيرة، مرتدية تنورة "ميكرو جيب" ضيقة للغاية. تعمّدت عدم ارتداء ملابس داخلية. أصبح الإعلان صريحاً، لا مجرد إغراء.
المدير منحها الترقية، لكنه استغل المشهد. التقط صورة وأرسلها بخبث إلى مجلس الإدارة، مذيلاً: "هكذا تمارس القيادة الجديدة عملها."
صدر قرار عاجل بفصل ناريمان. خسرت الملكة العرش الذي دفعته غالياً.
الفصل السادس: العرش الخالي والرفض النهائي (انتقام المدير الفاشل)
في اليوم التالي، جلست يارا في مكتبها مرتدية بذلة "Power Suit" الباهظة.
المدير عرض عليها الزواج مرة أخرى، بنبرة أكثر قوة: "أثبتِ أنكِ الأصل الثمين. سأعيد طرح عرضي: تزوجيني."
نظرت يارا ببرودة، مدركة أن هذا العرض هو مجرد محاولة أخيرة منه للسيطرة على المرأة التي رفضته مرتين:
📢 "أنا لست سلعة. ولن أكون جائزة."
خرج المدير في ذهول. ربحت يارا الجولة، وأسقطت خصمها، ورفضت جائزتها.
الفصل السابع: النهاية تحت المراقبة (اكتمال التمهيد)
جلست يارا على مكتبها. تحت ملفها الثقيل، وجدت ورقة صغيرة مطوية تحمل عبارة بخط يد مختلف عن خط المدير:
🤫 "تهانينا على العرش، أيتها المُنافسة الذكية. رأيت كل شيء، بدايةً من رسالة الهاتف. ولكن، من قال أن اللعبة انتهت؟"
تجمدت يارا. نظرت نحو الزاوية العلوية الفارغة التي نظرت إليها سابقاً. أدركت أن العرش الحقيقي في هذا الزمن الزائف، ليس ملكاً للصارخة ولا للصامتة، بل ملك لأولئك الذين يراقبون في صمت، وينتظرون الفرصة المناسبة.
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.