💔 دمار المادية: اغتيال الضمير

 

💔 دمار المادية: اغتيال الضمير

قصة قصيرة بقلم محسن عباس


الرسالة المحورية

هذه القصة دراسة مأساوية لانحدار الإنسان تحت تأثير المادية الفجائية، وكيف يتحول من كائن ملتزم بالقيم إلى آلة استغلال متعطشة للمال والسلطة، ليصطدم في النهاية بانهياره الداخلي والخارجي.


الفصل الأول: بوادر الانحراف

كانت حسنات نموذجًا للفتاة الريفية، ملتزمة بـ"الأعراف" والتقاليد التي تربت عليها. لكنها لم تعرف أن حياتها على وشك الانقلاب حين دخل سالم حياتها، ابن الشيخ عطية، الرجل المزدوج: أمام الناس تقيّد بالصلاة، وفي البيت يغرق في الخمر والمال.

في ليلة الدخلة، قدم لها سالم الخمر مخفياً في زجاجة مألوفة. شربت حسنات أول قطرة من التسييل القيمي معتقدة أنها بريئة. بعد يومين، قال لها ببرود:
"ارمِ كل القديم، نبدأ من جديد."
هكذا جردها من أي أثر على هويتها القديمة، وبدأت أولى بوادر الانحدار.


الفصل الثاني: لذة السقوط

خلال شهر العسل بالغردقة، بدأت حسنات تشرب الخمر علانية، مكتشفة "متعة التحرر" التي يوفرها المال. شعرت لأول مرة أنها تتحكم بنفسها بعيدًا عن القيود القديمة، وأن الحرية هنا مرتبطة بالقدرة على شراء المتعة.

التقت حسنات وزوجها بـ نانسي والدكتور علي رأفت، حيث دفع سالم رشوة 20 ألف دولار مقابل تهريب أدوية فاسدة.

أخذت نانسي بيد حسنات إلى بيوتي سنتر فاخر، وهناك شاهدت التعري الرمزي بين النساء، وانفتاحًا جسديًا صارخًا بلا قيود. استسلمت حسنات للتيار الجديد، وبدأت في إزالة الحدود التقليدية للعرف الريفي، وتحولت تدريجيًا إلى داليا، عاكسة رغبتها في القوة والسيطرة على حياتها الجديدة.

عادت لتقترح على سالم:
"أصبح داليا وتصبح أنت عاطف."
لقد اكتمل نكران الهوية.


الفصل الثالث: شبكة القسوة والفساد

أصبحت داليا العقل المدبر لشركة عاطف في تهريب الأدوية الفاسدة. لم يتردد عاطف في ابتزاز الدكتور علي رأفت، مهدداً إياه بكشف تورطه السابق، ليجبره على الإشراف على الجرائم تحت ضغط الخوف وفقدان السمعة.

صراع الدكتور النفسي كان الأعنف: بين ضميره المنهار وإدمانه على الخمر والأدوية، اضطر لإشراف مباشر على جرائم تجارة الأعضاء، محاولًا قتل ضميره قبل كل عملية.

داليا كانت الطموح المطلق، تدفع الجميع نحو المزيد من الجرائم. أقنعت عاطف بخطة تجارة الأعضاء، مستهدفةً الموتى عبر تبديل الجثث في مشرحة زينهم وأم المصريين.

في هذه المرحلة، تورطت نانسي بشكل مباشر في غسيل الأموال، مستغلة علاقاتها الاجتماعية لتسهيل تمرير الثروة غير المشروعة.


الخاتمة: انهيار المليارات

على الرغم من تراكم الثروة، كان الجميع محطمًا داخليًا:

  • عاطف قلق ومطارد داخليًا.

  • داليا متعطشة أكثر فأكثر.

  • الدكتور علي رأفت مدمَّن ومحطم نفسيًا.

في ليلة باردة، وأثناء عملية تبديل جثة جديدة، ارتكب الدكتور علي خطأً فادحًا نتيجة الإرهاق النفسي والإدمان، تاركًا دليلًا واضحًا في سجلات المشرحة.

انكشفت الشبكة بالكامل. تم القبض عليهم جميعًا:

  • عاطف وداليا كقادة ومنظمين،

  • الدكتور علي رأفت كمنفذ فني،

  • نانسي كشريكة في تبييض الأموال،

  • وموظفي المشرحتين.

انهار صرح المليارات، ليؤكد أن الطمع الفاسد يقتل الإنسان من الداخل قبل أن ينهار العالم الخارجي.

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.