العشق و الوهم
===============
كثيرة هى احلامنا التى نصبو الى تحقيقيها عبر وسائل متعددة
فالحلم طاقة جبارة لسكن خيالنا الجامح وكم منا كانت له احلام بعيدة المنال
ويتصور باقى البشر ان هذه الاحلام قى طور المستحيلات وينعتوا الحالم بكل انواع السخرية وربما السباب والشتائم بسبب حلمه
منا من يتخلى عن الحلم بسبب ذلك ومنا من يتمسك بحلمه
ومنا من يتكامل مع حلمه وهو العاشق فالعاشق دوما متعلق باهداب معشوقه دون النظر الى اى حسابات او نظرات
فكل طاقته الايجابية مصدرها هذا العشق والتى تدفعه الى الامام ولا يأبه لوم اللائميين
العشق الحقيقى هو ان تعشق المعشوق دون سبب ما بل ترى انه الخيمة التى تحتمى بها من كل النوازل وتصبحا كيان واحد
ولنا فى سيرة العشاق الحقيقيين عبر التاريخ عبرات ومنهم امراءة العزيز التى احبت النبى - سيدنا يوسف - وعندما رفض ماتطلبه منه لم تقول ان يقتل ولكن طلبت ان يسجن فقط
وهاهو قيس بن الملوح الذى لقب يمجنون ليلى لما اصابه من عشق ليلى
الواهم
ان يتوهم انه يعشق وهو يعلم او ربما لا يعلم انه واهم فتجده مدعى غير محب حقيقى ونجده فى ابهى صورة وضوحا فى الصوفية
الصوفية تختبر المحبين ان تضعهم فى درجات حتى تفرق بين العاشق والواهم واولى تلك الدرجات هى التخلى وهى لايقدر عليها الا العشاق لا الواهمون
لذا العشق يمكن ان نقول انه معنى من معانى التضحية حتى يرضى المعشوق دون انتظار عطاء من المعشوق
لانه يكفى العاشق ان يعطى وهى منه الكفاية والرضا كله