الادانه
======
لان المؤلف هنا صال وجال بهدوء وهذا يمكن تسميت الفيلم الادانه وهى فى رأيى التسميه الصحيحه وليس القارئ وذلك أن المؤلف العبقرى اخذنا بهدوء وتسلل حتى يقوم بادانه المجتمع كله
وذلك من بعثره المشاهد بحبكه ممتازه على مدار الفيلم وهى ان المدانه ( هانا ستيفنز) بدأت الفيلم بمساعده الفتى المريض بكل انسانيه مفرطه ودون سابق معرفه وهى مفتاح الشخصيه للبطله وهى الانسانيه وليست قاتله
مشهد رحله العجله والذهاب الى قريه نائيه وعدم قدرها على قراءه قائمه الطعام وخجلها التصريح بأنها جاهله والدخول الى الكنيسه والاستماع للتراتيل دليل اخر على الانسانيه المتأصله فيها من خجل البوح والايمان الخفى بداخلها
مشهد القاء المحاضره من دكتور القانون وهو مفتاح الادانه الحقيقي عندما قال تعتقد المجتمعات انها تعمل بشئ يسمى الاخلاق ولكنها ليست كذلك وانما تعمل بشئ يسمى القانون وان القانون ضيق
المحاورات بين الطلاب والدكتور فى الجامعه لادانه المجتمع لانه فرح بمحاسبه سته سيدات فقط دون الباقى حيث ان المجتمع باسره كان راضى لحظه الفعل الذى يقوم به
اما الان فالمجتمع ذج بهؤلاء النسوه المدان الحقيقى هو المجتمع الذى وافق لحظه الفعل واراح نفسه لحظه ادانه هؤلاء النسوه وهو ما سماه احد الطلبه انه انحراف
مشهد كتابه التقرير وخجلها ان تفصح انها لا تعرف الكتابه فاقرت بكتابته بسبب العار الذى يمكن ان يلحق بها وهى الانسانيه فى اعلى درجاتها
مشهد دفاعها عن نفسها لماذا تركتهم يحترقون فى الكنيسه وافادت انها كنا حارسات فقط واذا فتحت الابواب لقامت الفوضى ولا يمكن استعاده النظام لاننا مسؤولون
مشهد الفتى مع استاذه ان لديه معلومات فى صالح المتهمه وقول الاستاذ المهم ليس ما نشعر به بل ما نفعله ان لم يتعلم شخص مثلك مما حدث لاشخاص مثلى فما فائده كل شئ
محاوله الفتى المساعده فى تعليم السجينه لقراءه كل الكتب عن طريق الشرائط حتى يخرج من ادانه نفسه عن جهلها
الحوار الاخير بين الفتاه ( التى كتبت كتاب عن المعسكرات ) ورفضها المبلغ التى اوصت بها السجينه لاسباب تبدو منها خوف المؤلف من ادانه اليهود لها
الادانه
هى ادانه المجتمع الالمانى لسكوته وصمته مع انه كان يشعر دون فعل للوقوف امام ظلم النازى
الادانه لمحاوله راحه المجتمع الان بمحاكمه بعض الحارسات التى كانوا جزءا ضعيف بل تافهه فى اله كبيره للظلم
الادانه الان بالصمت عن محاوله المجتمع الصمت عن كل الظواهر التى نشعر بها ولا نفعل اى شئ حيالها
اما عن البطله ادت الفيلم بتفهم لطبيعه الشخصيه المقهوره داخليا لاسباب عديده وتبدو قويه بل ظالمه وهى بها كل عناصر الانسانيه وحب الحياه وتظهر عبقريتها فى الحوار المكثف وترك العنان للتعبير بوسائل اخرى بالنظرات والاشارات والايماءات
فيلم هادئ لدرجه انه ينفجر بداخلنا ويدين كل صامت عن الحق والعدل وباقى عناصر الفيلم كلها كانت عناصر مساعده للمؤلف لايصال المعانى بكل اشكالها لادانه كل المجتمع ايا كان المجتمع وليس الالمانى فحسب ادانه الصمت عن الحق والصمت عن الجهل وعدم معرفه الجهلاء
هكذا يكون فن السينما فى محاولاته القاء احجار فى بحيرة التفكير الاسنة للمناقشة الجادة مع الاحتفاظ بجماليات الصورة والفنون الاخرى كالموسيقى والديكور والتصوير
-------------
فيلم (القارئ- the reader) المأخوذ عن رواية ألمانية تحمل نفس الاسم صدرت عام 1995م للبروفيسور بيرنارد شلينكمن.
الفيلم الذي قامت ببطولته كيت وينسلت ورالف فينيس وديفيد وبكلفة إنتاجية وصلت لـ32 مليون دولار، جمع خمسة ترشيحات في جائزة الأوسكار منها (أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل ممثلة رئيسية) وحصد واحدة منها لكيت وينسلت كأفضل ممثلة.
المخرج البريطاني ستيفن دالدري
الفيلم للكبار فقط