الزحام والحب المفقود

الزحام والحب المفقود
============





غضبت مني حين قلت لها: يجب أن نبتعد قليلا وان نمنح قلوبنا إجازة بعض الوقت ربما عاودنا الحنين ورجعنا أكثر اشتياقا.. في بعض الأحيان نبتعد عن الأشياء لنراها بصورة أوضح.. وربما أجمل..
إن البعد لا يعني ابدا القطيعة, لأن إحساسنا بالافتقاد ربما يكون ميلاد إحساس جديد..
والحب كائن متمرد إنه يشبه الطفل الصغير يملأ المكان..ويحطم الأشياء ولا تعرف له هدفا أو غاية لأنه يشعر بأنه صاحب كل شئ.. وإذا لم يشعر الحب بأنه يمتلك كل شئ فيك تصيبه حالة من التمرد ربما اختفي بعض الوقت وأحيانا يترك البيت لأصحابه ويمضي.. ثم تراه وقد عاد أكثر حضورا..
 إن أسوأ ما أصاب حياتنا الأن هو هذا الزحام الرهيب الذي يحاصرنا ويخنقنا أحيانا.. وفي هذا المناخ وفي هذه الظروف يختنق الحب حين يشعر وبأنه لا مكان له وبأنه ضيف غير مرغوب فيه..
أين يتحرك الحب وشاشات التليفزيون تحاصرنا ونجلس أمامها بالساعات وتغيب العقول عن التفكير..وتغيب المشاعر وتتراجع أمام صور وأخبار وأحداث وجرائم تقتل أجمل الأشياء فينا. وما بين ساعات العمل..وساعات البث الفضائي..وساعات الأطعمة الجاهزة.. وقراءات النت والفيس بوك والتويتر والمحمول وصفحة الحوادث لا يجد الإنسان وقتا لكي يعيش لحظة حب, 
لقد احتلت وسائل التكنولوجيا الحديثة كل حياتنا ومشاعرنا, واغتصبت أجمل ما فينا وهو الإحساس.. في هذا الجو القاتم يشعر الحب بالغربة وبأنه زائر ثقيل حيث لم يعد له مكان وسط هذه الأشياء وإذا شاهد نفسه يوما فهو يراها في رسالة علي المحمول أو أغنية عفاريتي علي الشاشة للسادة اوكا واورتيجا وشحتة 
  او رقصة من الكليبات التى بلونا بها مؤخرا ومثال ذلك كليب يا واد يا تقيل للمدعوة برديس
وللاسف يتصور هؤلاء ان ذلك فن معبر عن الحب وهو لافن ولا حب لان الفنون تدعو للرقى بالاحاسيس وليس التدنى بها 
 أو مسلسل يدعو إلي الكآبة أونشرة أخبار تغرقها الدماء.. إنه يتحمل كل هذه الأشياء بعض الوقت, ولكنه في النهاية يفضل الرحيل إنه كائن غريب.. ولذلك لابد أن نبحث عن دقائق قليلة نحب فيها.. وليس من الضروري أن نحب الآخرين ولكن من الضروري أيضا أن نحب أنفسنا.. أحيانا يطلب الحب من المحبين إجازة ليس لأنه كره المكان, ولكن ليمنحهم الفرصة ربما شعروا بغيابه وقيمة وجوده ولهذا فضلت أن نبتعد قليلا ربما عاودتنا الأشواق.. وراودنا الحنين

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق

مولانا تصميم ahmad fathi © 2014

يتم التشغيل بواسطة Blogger.